صحيفة المنتصف تصدر عن قسم الصحافة بجامعة أهل البيت عليهم السلام
عادل حيدر حسون
كثيرا ما كنا نسمع حكاية قديمة تقول ان احد المتنفذين،من شيوخ احدى العشائر كان يفرض مبلغا معينا من المال لكل من يريد ان يدخل قريته او المنطقة التي تقيم فيها عشيرته،حتى اطلق الناس لقب (ولاية بطيخ)على تلك المنطقة لانها تاخذ (خاوة)من الناس،ما دفعنا لاستذكار تلك الحكاية القديمة هي الاتاوات او الضرائب المبتكرة لبعض الجهات الحكومية والتي فرضت على المواطنين في الاونة الاخيرة لتعويض النقص في ميزانية الدولة الخاوية اي ان المواطن هو الضحية الوحيدة في هذه المعادلة الصعبة،
فبعد مبلغ الخمسة الاف دينار التي فرضتا وزارة الصحة لمن يروم زيارة مريضه في المستشفيات والتي اثارت ضجة كبيرة بين المواطنين وحاولت الوزارة تلافي الامر بالنفي او التبرير كانت هناك ضرائب اخرى في كل اتجاه وفي اي جانب،ومنها على سبيل المثال لا الحصر ان كل سيارة تدخل مدينة بغداد تدفع الف دينار ،ومن يريد ان ينجز معاملة في دائرة المرور عليه سحب استمارة بمبلغ 25 الف دينار تحت يافطة مساعدة لشهداء سبايكر،ناهيك عن الزيادات المفرطة في قوائم الماء والكهرباء والاستقطاعات المتواصلة من رواتب الموظفين وغيرها الكثير من الطرق التي يتفنن فيها المسؤولون في استحصال او جباية الاموال من المواطنين،ولا نريد الاطالة هنا في تفاصيل الضرائب الجديدة التي بدات تعصف بحياة المواطن العراقي الذي اصبح محاصرا من كل اتجاه وهو يعاني الامرين ويواجه حياة (ضنكة) بكل ماتعنيه الكلمة،والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا،الى اي مدى يريد هؤلاء ان يصلوا بهذا الشعب المبتلى؟ولماذا لا تشمل الضرائب اعضاء الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات، اسوة بالشعب مع ان الاولى بهؤلاء ان يكونوا في المقدمة بهذا الجانب ووحدهم من يتحمل ماجرى ويجري من ازمة اقتصادية او مالية لانهم هم من اوصل البلاد والعباد لهذا الوضع،نتيجة سوء ادارتهم وتفكيرهم بمصالحهم الخاصة دون المصلحة العامة،
ويبدواخيرا ان المشهد العراقي يتجه لانطلاق ثورة شعبية عارمة كالانتفاضة الشعبانية ليسترد هذا الشعب حقوقه كاملة من حاكميه الذين امعنوا في ظلمه واستغلاله بابشع صورة.
