الرئيسية » عربية ودولية » هل ستتفكك أوروبا بسبب أزمة اللاجئين؟

هل ستتفكك أوروبا بسبب أزمة اللاجئين؟

متابعة الإرهاب والصراعات العسكرية هو العنوان الرئيس لتزايد طلبات اللجوء في العالم، وأوروبا تحديداً، فلغة الأرقام لا تكذب، تقول انه لم يحدث في “تاريخ البشرية” ان واجه العالم كل هذا العدد من اللاجئين. إلا أن تزايد طلبات اللجوء الى القارة العجوز وضعها في موقف أقل ما يقال عنه “متأزم”، فتفجيرات فرنسا وبلجيكا وصراعات اللاجئين فيما بينهم ومزاحمة الأوروبيين في سوق العمل وغيرها من الأسباب، دعت إلى صعود اليمين واستنهاض “الإسلاموفوبيا” التي ولدت من رحم تفجير برجي التجارة في نيويورك 11-9-2001. ثلاث قمم متزامنة، عقدت مؤخراً، تطرقت وبحثت في قضايا اللاجئين في العالم، قمة عدم الانحياز في هافانا وقمة الاتحاد الأوروبي وقمة الأمم المتحدة، ما يعني أن اللاجئين وقضاياهم، باتت معضلة دولية من الصعب إيجاد حلول ناجعة لها من دون جهود جماعية خارقة، فثمة 65 مليون لاجئ يتوزعون بين دول العالم، ما يعني أنهم يشكلون بمجموعهم ما يوازي تعداد دولة إقليمية كبرى، الأمر الذي يشي بمعضلة يصعب السيطرة عليها، بخاصة إذا تم التدقيق بتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الدول الرافدة أو المستقبلة على حد سواء.

1.65 مليون لاجئ في 2015 منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أكدت أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا ارتفع بنسبة عشرة في المئة في 2015، وإن نحو 4.8 ملايين شخص هاجروا إلى الدول الصناعية الكبرى السنة المنصرمة، وبين هؤلاء، بلغ عدد طالبي اللجوء 1.65 مليون شخص بينهم نحو 1.3 مليون في أوروبا، وهو عدد قياسي ضاعف من صعود أحزاب اليمين المتطرف في النمسا وألمانيا وفرنسا والمجر. في صدمة للعالم حسم البريطانيون أمر بلادهم بالانفصال عن عباءة الاتحاد الأوروبي بنسبة 52 بالمئة، بعد حملة هيمنت عليها الهجرة والاقتصاد، كدوافع قدّمها معسكر المعارضين للبقاء لمواطنيهم، كي يضعوها في الاعتبار أثناء ذهابهم للاستفتاء التاريخي. “الصدمة”، كما وصفتها الصحف البريطانية كانت تحمل سببين أساسيين، وهما، التخلص من عبء المهاجرين واللاجئين، والخوف من الإرهاب، حيث يؤمن المواطن البريطاني بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيمكّن بلاده من اتباع نظام جديد يحد من السماح للمهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي بالدخول إلى البلاد. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد المهاجرين في بريطانيا يقدّر بـ863 ألف مهاجر، وهو ما يشكل عبئاً بقيمة تتجاوز 3.67 مليارات جنيه إسترليني. كما ان زيادة الهجمات الإرهابية في بعض الدول الأوروبية مؤخراً دفعت المواطن البريطاني إلى التفكير في أن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي سيوقف اتفاقية الحدود المفتوحة بين دوله، وهو ما قد يحد من حركة المواطنين الأوروبيين، ومن ثم يحول دون مجيء الإرهابيين إلى بريطانيا.

اترك رد