الرئيسية » ثقافة وأدب » مراحل الحب والدوبامين

مراحل الحب والدوبامين

دراسة/اخلاص داود

الدوبامين: هرمون الإحساس الجيد

ثبت لدى علماء أعصاب الدماغ ان الدماغ يفرز هرمون الدوبامين بكميات معتدلة وثابتة في الوضع الطبيعي حفاظا على التوازن الذهني داخل الجهاز العصبي. لأنه مسؤول عن نقل الإشارات المتعلقة بالشعور بالراحة والانتشاء، ويحصل هذا بعد تناول وجبة غذائية لذيذة، أو تحقيق فوز ما وو..الخ

لكن عندة الوقوع في الحب يدفع الدماغ إلى إنتاج كميات زائدة من الدوبامين تقوم بتنشيط المستقبلات في الحال، فيشعر المحبوب وهو بين يدي حبيبه، بنشاط لا يقاوم، وسعادة غامرة، ويخف الجسم، ويحمر الوجه، وتتعرق اليدان، ويخفق القلب. وما ذلك إلا بفعل هذا السحر العجيب المسمى الدوبامين. ولهذا لقب بهرمونات الحب,كما كشف علماء أمريكيون أن الغدد التي تقود إلى الإدمان على المخدرات هي الغدد نفسها التي تنشط أثناء الوقوع في الحب. من ثم قد يصبح الحب إدمانا. ولا شك أن الدوبامين هو المسؤول عن ذلك.ويمر المحبوب بمراحل معينة وهي.

مرحلة الأولى : الانبهار انها مرحلة الدوبامين

تكون القصة في بدايتها فترى الشخص الذي تحبه وكانه (كامل) ولا نقص فيه وخفيف الظل و تكون سعيدا و أنت معه تشعر انه مختلف عن كل من قابلتهم في حياتك

وهذه المرحلة هي التي أنتجت كل قصائد الحب والأغاني في التاريخ الإنساني و هي المرحلة الوحيدة التي تركز عليها وسائل الإعلام و الدراما الرومانسية لأنها, أروع ما في العلاقات الإنسانية .

– المرحلة الثانية: الاكتشاف

هي مرحلة ان يتعرف كل منهما على الآخر بمرور الوقت ستكتشف ان هذا الشخص الذي تحبه ليس كاملا فتظهر العيوب وأشياء لم تكن تعرفها بل أشياء تضايقك فعلا, وهذا طبيعي تماما و حين تجد أن هذا يحدث في علاقتك الجادة فاعلم أنك تسير في الطريق الصحيح

في هذه المرحلة تختفي الصورة المزيفة التي كنت تراها في مرحلة الإنبهار سترى الشخص على طبيعته و في هذا الوقت يمكنك ان تقرر .

المرحلة الثالثة: الأوكسيتوسين مرحلة التعايش

في هذه المرحلة يصل الطرفان إلى معرفة كاملة بعيوب بعضهما البعض يعرفون ما هي العيوب و يتكيفون معها و يستطيعون التعايش معها

وهي أصعب مرحلة في العلاقات لأنها تتضمن وسائل معينة لحل الخلافات التي تنشب بينكما و كيفية تعامل كل منكما مع عيوب الآخر..

هذه المرحلة إن تجاوزها الطرفان بنجاح, تعني أقصى درجات الحب التي من الممكن أن تصل إليها العلاقة .والسبب ان الحب في مرحلة الإنبهار طبيعي, لأنك لا ترى عيوبا لكن وصولك إلى مرحلة التعايش فهذا يعني أنك عرفت شخصا و أدركت عيوبه و ظللت مصرا على الحياة معه رغم كل شيء..العلاقة الناجحة هي العلاقة التي تحافظ على اتزانها في جميع هذه المراحل ..

بعد أن نصل لمرحلة التعايش لا بأس من أن نستذكر مرحلة الإنبهار من حين لآخر(تجديد العلاقه) مثل زيارة الاماكن التي كنا فيها في بداية تعارفنا .. كلمة رقيقة.. لمسة حانية .. هدية بسيطة..

ولكن هناك اشخاص حين يجدون أن علاقتهم قد نضجت أخيرا و انتقلت إلى المرحلة التالية , يعتبرون هذا فشلا لأن مشاعرهم قد تغيرت دون أن يفهموا السبب و يكون هذا سببا في إفساد علاقة رائعة . فيقعون في هذا الشرك ولا يعلموا ان هذا هو الحب الحقيقي. أعتقد الآن اتضحت الرؤيه لما تنجح علاقات وتفشل علاقات.

 

اترك رد