كربلاء بيت كرم وانسانية

أ. د. عباس التميمي

كما هو معروف أن العراقيين عرف عنهم بتميزهم بهذه الخصلة التي نادراً ما تجدها في بلدان أخرى ، وبالرغم ما وقع عليه من مصائب الدهر سواء كان ذلك من حروب وحصارات وذبح وتشريد وتهجير لكن هذه الخصلة لم تغادر جينات دمه النقي الاصيل بعمق تاريخه , لذلك أن الله جلَّ علاه وضعه بين عينيه يرعاه ويخفف عنه آلالامه وهمومه ووضع بي تربته الائمة الطاهرين والاولياء الصالحين والانبياء المكرمين يحتضنون تربته الطاهرة .

ومن صور النخوة العراقية هو ماقام به طلبة واساتذة كلية الاداب قسم الصحافة ، حينما زرع بينهم طالب أحب كربلاء والعراق من القطر اليمني الشقيق ليكمل دراسته في هذا القسم ، بعد زيارته الى كربلاء في العام الماضي بمناسبة اربعينية الامام الحسين عليه السلام ، فقرر البقاء ،وكما نعلم أن القطر اليمني الشقيق وما يمر به من صعوبات سواء كانت أمنية أو مالية ، فقد قرر زملائه واساتذتهم أن يكونوا له عوناَ واخوةَ، وقرروا ، أن يدفعوا له أقساط الكلية وكذلك أحد أساتذة القسم وهو استاذ أصيل وهو شيخ من شيوخ كربلاء النجباء .

وكن الكرم والنخوة كان أكثر عطاء عندما أعلن السيد موسس جامعة أهل البيت عليهم السلام  أن مبلغ الدراسة هذا الطالب اليمني سيتكفل بدفعها , وقد أعفي الطالب من دفع تكاليف الدراسة .

في الوقت الذي نثمن موقف الطلبة والاستاذ الشيخ وموسس جامعة أهل البيت عليهم السلام , لابد من القول أن أهل العراق وأهل كربلاء تحديداَ, لم يكن عليهم هكذا موقف جديد أو مفاجأ فهم قد فتحوا بيوتهم وقلوبهم لكل العراق والعرب والمسلمون من أنحاء المعمورة سواء كان ذلك في زيارة العاشر من محرم أو في زيارة اربعين من صفر ، وهذا هو بحد ذاته كرم من الله من جعل كربلاء بيت كرم وانسانية