الرئيسية » ثقافة وأدب » عندما تشرق الشمس!!

عندما تشرق الشمس!!

صحيفة اصوات الاخبارية/عادل حيدر حسون
خرج صباحا كعادته ليصل بالوقت المناسب الى عمله اليومي الذي اعتاد ان يمارسه كل يوم املا في الحصول على رزقه لأعالة عائلته المؤلفة من ستة اشخاص والتي انهكها مرض غريب اصاب بعض افراد عائلته ولم يستطع العديد من الاطباء تشخيصه بشكل صحيح حتى غيب الموت احدهم والخوف كل الخوف ان يعاود محاولته لاختطاف ضحية اخرى،
الامر الذي استنزف كثيرا من عائداته المادية على قلتها بل واثر نفسيا في اندفاعه نحو الحياة بشكل عام حتى اصبحت هذه الحياة مظلمة بعينيه تماما رغم قوة الشمس التي تغطي محياه وتمنحه نورا ساطعا، لكنه على ما يبدو غير كاف ليغطي على ظلامية ظروفه ووضعه،ورغم انه كان يسير الهوينا في طريقه لعمله حيث يذهب تفكيره بعيدا تارة هنا واخرى هناك ويفكر بالمستقبل المجهول الذي ينتظره فيما لو تلكأ في الحصول على قوته اليومي استوقفه منظر ربما لم يكن غريبا لكنه قد يمنحه بعضا من الامل ليواصل مسيرته في حياة اقل ما يقال عنها انها صعبة، وظرفه الخاص جعله يراقب تلك المخلوقة الصغيرة (العصفورة) وهي تطعم صغارها حيث تطير بعيدا لتاتي بطعام قليل لتسد ولو رمقا بسيطا من حاجة صغارها رغم الخطر المحدق بها وبصغارها متمثلا بقط جائع يراقب الموقف عن كثب بقوة على امل الحصول على غنيمة قد يساهم الحظ بسقوطها اليه،
واصل سيره ومخاوفه تحيط به من كل جانب ،صوت غريب يطرق اسماعه يطلب منه الرحيل بعيدا عن كل ما يحيط به بل وصل الامر بهذا الصوت ان يطلب منه التخلص من حياته نهائيا غير ان هذا الصوت لم يكن الوحيد الذي يداعب مخيلته وياخذ افكاره بعيدا عن عالم الواقع والطموح،فثمة صوت قوي مفعم بالامل والحياة يناديه بقوة ان يبتعد عن كل الافكار السيئة ويقول له بصوت واضح ان الذي خلقك لا ولن ينساك مطلقا فواصل حياتك بشكل طبيعي واترك الباقي على من خلقك وتولاك فهو رحيم بعباده حيث قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم)،وهنا عاد لوعيه تماما واحس ان ما يفكر به او لنقل ما نقله له ذلك الصوت النشاز ماهو الا صوت شيطاني رجيم يحاول ابعاده عن ابناءه وزوجته وهم ليس لهم معيل غيره،فوصل مكان عمله وبدا بممارسة ما اعتاد عليه يوميا ولكن بهمة ونشاط كبيرين وامل متجدد قد لا يقف عند حد معين.

اترك رد