الرئيسية » ثقافة وأدب » سبعة نصائح للكتاب الواعدين

سبعة نصائح للكتاب الواعدين

اخلاص داود

يقول الروائي برنار ويربر هناك سبع نصائح على الكاتب ان يتحلى بها

-الإعاقات

الكتابة فعل انفرادي مطلق، وتلك مشكلتها في الأساس، العزلة مع ورقتك وذاتك. إذا لم يكن لديك ما تقوله للآخرين ولنفسك، فإن الكتابة تغدو مقياسا لشساعة الفراغ الداخلي. آسف، فلا فعل من دون رؤية. ولكي تصير كاتبا محترفا، هيئ نفسك لقضاء خمسة ساعات يوميا مربوطا – ووحيدا  -إلى آلة كاتبة أو مذكّرة. فهل تشعر أن هذا ممكن؟

2- الأصالة

كل كتاب وكل حكاية يجب أن تحمل جديدا. إذا كان ما تفعله هو تمديد لهذا أو ذاك، أو كتابة صدىً له، فتوقف عن العمل، لأن هذا أو ذاك أنجزه من قبل .. يجب أن تكون أكثر أصالة في الشكل والعمق: الحكاية ينبغي أن لا تشبه شيئا سابقا، والأسلوب ينبغي أن يكون جديدا كلّية. فإذا كنا نشغّل المطبعات وندمر أشجارا من أجل عجينة الورق، فلأن مخطوطاتنا يجب أن تحمل جديدا فيما تنقله.

3- موقع “سيد الكتابة”

أن تصير سيدا، يعني ألا تنسخ وألا تسرق. يعني أن تنغمس في روح وحرية وطريقة تطوير قصص هذا أو ذاك، فلا تناقض هنا مع قاعدة الأصالة، إذ بالقراءة يمكنك مثلا تفكيك محرك سيارة Mazeratti وفهم كيف تمّ تركيبه، وهذا بالمقابل سيمكّنك بطريقة مغايرة من بناء محرك لسيارة Lamborgini.

4- موقع صانع التحف

الكتابة صناعة تحف، ينبغي امتلاك ذوق لها، ثم صيانتها بانتظام. فلا وجود لكاتب جيد من دون إيقاع منتظم للعمل، على الأقل أسبوعيا. ثم إننا دائما داخل مدرسة، وكل كتاب من شأنه أن يعلّمنا سرّ مهارة صغير للكيفية التي يعدّ بها الحوار، أو التقطيع، أو إدماج شخصية جديدة، أو خلق مؤثرات التشويق، وتلك حرفة صناعة التحف.

واحذر أن تخدعك شخصيات الكتاب في التلفزيون أو حواراتهم، تلك مواقفهم فقط، إذ لا يمكن صناعة الكاتب الجيد هناك. ولا تنسَ أنه لا يمكن اعتبار الكاتب جيدا لمجرد حضوره على الشاشة بابتسامته الجميلة، إنه مجرّد نموذج مناسب للتلفزيون؛ وعموما فبقدر ما هم جدّيون بقدر ما يكبر تأثيرهم. فيما الطريق الوحيد لمعرفة قيمة كل كاتب هو “القراءة”، والطريق الوحيد لمعرفة مكانتك ضمن تُحفك الفنية هو أن تسأل القراء عما يعتقدونه بشأن كتاباتك.

5- لا تبحث عن الجميل.

الكثير من الروائيين وخاصة في فرنسا، يصنعون “الجميل” من أجل “الجمال”، إنهم ينضدون جملا مركّبة بمفردات معجمية ينبغي البحث عنها في القواميس كما لو ينضدون اللؤلؤ لتشكيل عِقد، وهذا مجرد حفنة من العبارات الجميلة وليس كتابا، والأفضل أن يصيروا شعراء، فهذا على الأقل سيبدو مقبولا. يجب أن يكون المشهد مقنعا وليس زخرفا، فالمتلقي لم يعد يتحمل قراءة صفحات وصفٍ حيث لا شيء يحدث، ولا حوارات طويلة لا تحمل جديدا؛ فالشكل ليس غاية، إنه يدعم المحتوى (العمق). ينبغي في البداية امتلاك حكاية جيدة، ثم في الداخل نستطيع تأثيث دوائر الزينة من غير الإساءة لصبر القارئ.

6- المعاودة

لا تخشَ البدء من جديد أبدا، فعادة ما تكون البدايات منقوصة، ونكون أمام خيارين، إما ترقيعها مثل قارب نعالج الثقوب التي في بدنه بقطع خشب، أو نصنع قاربا أخر من جديد. لا تتردد في اختيار الحل الثاني على الرغم من أن حاسوبك ومعالجة النصوص تسمح بالترقيع. إنها تقريبا مثل الـ “master mind” فأحيانا حين نخطئ في كل شيء نستخلص الطريقة الصائبة. لقد كتبتُ رواية “النمل” 120 مرة، وبصراحة لم تكن النماذج الأولى فظيعة.

7- القراء الاختباريون

جِدْ من يقرأ لك ولا يخشى قول الحقيقة، معظم الناس الذين تمنحكم مسوداتك يشعرون أنهم مضطرون للقول أنها سابع عجائب الدنيا. هذا غير مهم، ولا يلزمك بشيء، في المقابل فالقول للكاتب “البداية مفرطة الطول، والنهاية غير مقنعة” يعني في الغالب مصارحة الكاتب، ومن يمتلك القوة ليقول لك هذا هم من يساعدونك بحق. ولهم ينبغي منح مسوداتك لتتلقى وجهة نظرهم. تستطيع أيضا الاستماع للتهاني بشأن المقاطع الموفقة، لكن لا تكن ساذجا، اترك الأنا جانبا، وابتعد عن المتملقين الذين لا يستطيعون التبرير لماذا أعجبهم هذا العمل.

اترك رد