الرئيسية » الأخبار المحلية » حوار مع فلاح عراقي أنتج تسعة أطنان من البطاطا في موسم واحد

حوار مع فلاح عراقي أنتج تسعة أطنان من البطاطا في موسم واحد

اصوات الاخبارية/ علي حميد الحسيني/

    عانى الفلاح العراقي كثيراً من حروب اقتصادية شُنّت عليه بلا هوادة واجبرته على ترك ارضه، بعد ان وجد نفسه لا يستطيع مجارات اسعار المنتجات الزراعية المستوردة لتدني اسعارها وتوفّرها في السوق في غير مواسمها المتعارف عليها في العراق، إذ أن المواطن يشتري الخضر الشتوية في الصيف، والصيفية في الشتاء، نتيجة الزراعة الحديثة “المغطاة”، والبيوت الزجاجية، والتقنيات المائية.وجد الفلاح ياسر عبد الحسين من منطقة “الصفرة” في قضاء الهاشمية في بابل، نفسه مضطراً لأن يخرج من يأسه وينتفض ضد هذا الواقع الذي يحاربه، وهو الذي يملك اكثر من 240 دونماً من الاراضي الزراعية المتميزة، موقعاً ونوعاً..

يقول عبد الحسين بينما هو يُطلع ، على أطنان من البطاطا البيضاء الجميلة والنظيفة: استطيع أن اوفر الكثير مما تحتاجه محافظة بابل من البطاطا.

كيف يحصل هذا؟

يقول عبد الحسين: في هذا الموسم فقط كان انتاجي للدونم الواحد من البطاطا 8 الى 9 طن، وسوف تزداد هذه الكمية، لو توفّرت لي كل الوسائل واستثمرت كل الارض الخاصة بي.

يردف عبد الحسين: لقد استخدمت في زراعتي للبطاطا، تقنية الري بالرش مع استعمال اجهزة الماء الممغنط التي تقضي على الاملاح نتيجة عملها لتعادل الاملاح في التربة، بالإضافة لاستخدامي آلات حديثة مخصصة لزراعة البطاطا، وجنيها مع الاستعانة بأبناء عمومتي وأهلي في هذه التجربة.

وفي سؤال  وجه له عن المعوقات التي واجهت تجرية عبد الحسين، قال: للاسف الشديد لم اجد التشجيع الكافي من قبل المسؤولين، ولم أحصل على سلفة المبادرة الزراعية، التي تعطي دافعا لي لاستيراد وشراء اجهزة أخرى، ومنظومات تقنين الماء الحديثة.

وتابع: وفرة كميات البطاطا المستوردة، وبأسعار متدنية، تجعل الفلاح العراقي يتخوف من الزراعة.

عشرات من الفلاحين واياد عاملة تعمل مع هذا لمزارع الذي بدت عليه سيماء الارتياح والفرحة وهو يرى ارضه تنتج كل هذا الكميات من البطاطا، وتُغسل وتُعبأ بأكياس نايلون شفافة وتُهيّأ الى الاسواق العراقية..

التقينا المهندس الزراعي باسم الشريفي، وشرح ﻟ “المسلة”، تجربة الفلاح ياسر عبد الحسين وانتاجه الوفير.

يقول الشريفي: راجعنا الفلاح ياسر أكثر من مرة، وقدّمنا له كل الدعم العلمي، وأخبرناه بنوعية البطاطا التي يجب ان يزرعها في ارضه والملائمة لأجوائنا وخاصة الصنف “بوريا”، و”اريزونا” التي تلائم التربة العراقية، وتعطي أنتاجا كبيرا وحبة بطاطا ذات وزن يصل احيانا الى النصف كيلو للحبة الواحدة، وهي نوعية تعتبر “حلوة” وتتحمّل الاصابات وتقاومها.

اضف الى ذلك – والقول للشريفي- دعمت دائرتنا الفلاح بالسمادات الضرورية وارسال مهندسي اختصاص بين فترة وأخرى لملاحظة ومتابعة الزراعة وأخذ عينات لفحصها خشية اصابتها بالأمراض المستوطنة في العراق، والتي تصيب البطاطا العراقية.

تجربة الفلاح ياسر عبد الحسين لن تكون الاخيرة، وهي تدل على انّ الفلاح العراقي اذا ما توفّرت له الظروف فلن يفكّر في هجرة ارضه. ولو توفّرت له الظروف الملائمة وأدوات الزراعة الحديثة، إضافة الى توفير وسائل حماية المنتوج الزراعي العراقي لأنتج ما يمكن ان يضاهي المستورد.ffffh

اترك رد