الرئيسية » التحقيقات » انعدام الخدمات الصحية ظاهرة تسود البلاد:مستشفى (الحسينية العام) في كربلاء نموذجا

انعدام الخدمات الصحية ظاهرة تسود البلاد:مستشفى (الحسينية العام) في كربلاء نموذجا

تحقيق:قاسم عبد الهادي/ ضياء الاسدي
تعتبر الخدمات الصحية واحدة من افضل الخدمات التي يجب ان تكون بالمستوى المطلوب الذي يلائم طبيعة الحياة السائدة في البلاد من خلال توفير الكوادر والاجهزة الطبية على مستوى عال في ظل الازمات الصحية التي يعاني منها البلد, وعلى العكس من ذلك نشاهد هناك ازمات واضحة وضعف في تلك الخدمات من جانب الحكومات المركزية والمحلية وخير شاهد على حديثنا “مستشفى الحسينية العام” الكائنة في ناحية الحسينية اطراف كربلاء التي مر على افتتحاها ما يقارب الخمسة اشهر وهي تعاني الامرين الاجهزة والكوادر الطبية وامتعاض اغلب المراجعين لها وبالخصوص سكنة الناحية بسبب قلة الخدمات من جانب وغياب اهم الاستشاريات من جانب اخر, لنسلط الضوء على مجموعة من الاسئلة المهمة والتي منها ما السبب الرئيس في افتتاحها في ظل النقص الحاصل بالأجهزة والكوادر الطبية؟ وما هو دور مديرية صحة كربلاء في انتشال الوضع المتردي فيها؟ ومدى تعاونها مع مدينة الامام الحسين “عليه السلام” الطبية؟ ولمعرفة الاجابة عن تلك الاسئلة وكالة نون التقت المعاون الاداري لمستشفى الحسينية العام حامد رشيد جاسم وتحدث قائلا:”بالنسبة للمستشفى فقد تم افتتاحها يوم 1/7/2015م ليس برغبتنا او رغبة وزارة الصحة بل الرغبة الكبيرة لأهالي المنطقة ومن خلال ذلك بدا العمل بها في الاستشاريات فقط ومنها(الباطنية, المفاصل, الاطفال, الاذن, الانف, الحنجرة, استشارية الجراحة العامة, الاستشارية النفسية) ونعاني من خلل كبير في المستشفى من قلة توفر الاجهزة الكوادر الطبية, ويتم العمل هنا بالاستشاريات عن طريق نظام الاحالة من المراكز الصحية اما الطوارئ فعملها بصورة عامة بدون الاحالة”.
واضاف:”ان استشارية الباطنية هي الوحيدة المنتظمة في المستشفى والمختلفة عن باقي الاستشاريات بسبب توفر الكوادر الطبية على مستويات عالية ومن خلال ذلك العمل متواصل في فيها, اما باقي الاستشاريات عملها متقطع ولا يتجاوز يومان او يوم واحد في الاسبوع ونعاني من غياب استشارية الجلدية والعيون والمجاري البولية وغيرها من الاستشاريات المهمة وكذلك عدم افتتاح استشارية الولادة التي تعتبر من اهم الاستشاريات في ناحية الحسينية وكذلك صالات الولادة لان المواطنين يعانون من بعد مسافة مستشفى النسائية والتوليد في كربلاء وكثير من حالات الولادة تمت خلال سيارات الخصوصي والاجرة وخاصة خلال ايام زيارة الاربعين, ونعاني ايضا من قلة عدد الاثاث الموجود في المستشفى وكذلك الكادر الطبي العامل فيها, من خلال تخصيص كل موظفين او ثلاثة في مكان واحد, ونحن بحاجة الى معاون طبي ومعاون صيدلي وبحاجة ماسة الى الاطباء عامة واطباء الطوارئ خاصة اضافة الى سيارات الاسعاف والكوادر الخدمية”.
مبينا:”وفي الوقت السابق تم تأهيل صالة الطوارئ من خلال استيراد بعض الاجهزة الطبية التي قسم منها لم يعمل لحد الان بسبب غياب الكادر الطبي المتخصص, ومن خلال ذلك تم مخاطبة دائرة الصحة بعدد من الكتب بأرسالهم لنا صيادلة طوارئ الذين يختلفون عن صيادلة الاستشارية اضافة الى الكوادر المتخصصة الاخرى وسيارات الاسعاف مع المسعفين وغيرها من الطلبات ولحد الان لم يتم الاستجابة لطلباتنا, علما ان تأثيث المستشفى يجب ان يكون من مجلس المحافظة ودائرة تنمية الاقاليم, وحصلنا على تعهد بذلك من قبل رئيس المجلس نصيف جاسم الخطابي وتم تخصيص مبلغ 12 مليون دينار في وقت سابق لغرض شراء الاثاث وقل هذا التعاون خلال الايام السابقة بسبب ازمة التقشف, ولدينا جهاز اشعة في المستشفى تم نصبه خلال فترة سابقة ولكن بعد اطلاع دائرة البيئة وجدوا هناك اشعة تتسرب من الباب ولحد الان العمل واقف بها لان لم نجد الاذن الصاغية لنا من خلال توفير قاعة مناسبة للأشعة”.
وجاء في قوله ايضا:”هناك تعاون قليل مع دائرة صحة كربلاء بسبب ازمة التقشف, اضافة الى تعاوننا مع القسم الاداري الذي حول لنا جزء من المبالغ لشراء الاثاث المعدني واجهزة الطوارئ وبعض اجهزة المختبر وسديات للمرضى وسلم الرقود وسرير فحص المريض وغيرها اضافة الى التعاون مع مستشفى الحسين “عليه السلام” الطبية من خلال فحص جهاز السونار الذي نعمل به الان في المستشفى وكذلك بعض الادوات المختبرية تم فحصها في نفس المستشفى”.
وفي السياق ذاته تحدث جاسم:”قبل فترة طويلة زارنا مدير عام دائرة صحة كربلاء الدكتور صباح الموسوي ووعدنا بتسهيل جميع الامور العائقة لكن لم يتم هذا الوعد لحد الان بسبب ظروفه الخاصة والجهد الكبير الذي يقوم به وخاصة زياراته المتواصلة للحشد في منطقة النخيب وغيرها من الامور المهمة التي يسعى بحلها والوقووف الى جانبها “.
المستشفى تحتاج الى صالات عمليات متطورة ومخصصات مالية من جهته اوضح مدير قسم الامور الفنية في دائرة صحة كربلاء الدكتور ماجد عبد العظيم الميالي للأحرار قائلاً:” ان سبب افتتاح مستشفى الحسينية، وذلك للحاجة الماسة لها في المنطقة نظرا لرؤية الدائرة بشكل عام، بسبب عدد سكانها الملفت للنظر،منوها ان الدائرة لم فتتح المستشفى ولا جزء من أجزائها مسبقا،موضحا الميالي ان دائرة الصحة ارتأت بعد الحاجة الملحة الى فتح المستشفى فباشرت كوادرنا بفتحتها على شكل اجزاء نتيجة عملية التقشف التي تتبعها الدولة من خلال تحجيم تخصصاتها المالية..رغم كل هذه المعوقات استطاعت الدائرة ان تأخذ قرارها من خلال دعم وإسناد مجلس محافظة كربلاء المقدسة،حيث تم الاتفاق على فتحها بشكل جزئي..
منوهاً الى ان:” ان الدائرة افتتحت بعد ذلك الاستشارية خاصة بالمستشفى بكوادر طبية مختصة، متكونة من اطباء باطنية عدد(2) وطيب اختصاص مفاصل وطبيبين للأطفال وطبيب انف وإذن وحنجرة، اضافة الى فتح وحدة الاشعة والسونار مجهزة بأجهزة حديثة بمسؤولية اخصائيين (طبيبة وطبيب)،وتجهيز صالة للولادة بأسرّة حديثة ومستلزماتها الاخرى والتنسيق حول نقل الكوادر المطلوبة،حيث تم تخصيص مبلغ من قبل المدير العام لإكمال المستشفى من اجهزة لطوارئ وافتتاح صيدلية داخلية فيها، مؤكدا ان الكوادر الطبية باشرت بالعمل في المستشفى على مدار 24 ساعة،اضافة الى الاستمرارية في افتتاح بقية اجزاء المستشفى بشكل كامل في القريب العاجل بعد اجراء المخاطبات مع الوزارة لتوفير الكادر المطلوب للمستشفى وحين يتم توفر الكادر سيتم افتتاح بقية اجزاء المستشفى ان شاء الله تعالى..مستدركا بالقول ان المستشفى تحتاج الى صالات عمليات متطورة وهذه تحتاج ايضا الى تخصيصات مالية كبيرة، اضافة الى المراجع يريد المستشفى ان تعمل بكامل اقسامها ولكن نحن لم نستطع توفير جميع المتطلبات الصحية في المستشفى لأن هذا الموضوع يحتاج الى تخصيصات مالية كبيرة كما قلنا سلفا”

وكالة نون خاص

اترك رد