الرئيسية » ثقافة وأدب » اليوم العالمي للكتاب رهان مستمر على أهمية القراءة

اليوم العالمي للكتاب رهان مستمر على أهمية القراءة

صحيفة المنتصف / متابعة
تحتفل الأوساط الثقافية في العالم ومن بينهم محبو الكتاب والقراءة باليوم العالمي للكتاب الذي يوافق الثالث العشرين من شهر نيسان من كل عام، بحسب قرار (اليونسكو) في العام 1995، بتخصيص يوم للاحتفال العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، يحتفى فيه بالكتاب وإعلاء مكانته عند عامة الناس وتشجيع القراءة بين صفوفهم، واختير هذا اليوم حصرا لأنه وافق ولادة ورحيل نخبة من الكتاب ممن أوقدوا سني حياتهم مشاعل فكر وإبداع تضيء عتمات أمم الأرض، وتهديها سبل العيش الكريم والحرية والرفاهية والعدالة الاجتماعية، ومن هؤلاء أشهر كاتب مسرحي في العالم شكسبير، وكذلك الروائي الخالد ميغيل دي سرفانتيس مؤلف أشهر رواية في العالم « دونكيشوت»، والروائي الشهير فلاديمير نابوكوف، و الكاتب الفرنسي موريس درويون وغيرهم.. فكرة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في هذا اليوم، بالتحديد، طورت من تقليد سنوي كان يتبع في كتالونيا (شمال شرق اسبانيا)»حيث جرت العادة على إهداء وردة لكل من يشتري كتابا في يوم 23 أبريل الذي يحتفل فيه بعيد القديس جاورجيوس». وبهذا يحتفي المثقفون في العالم عبر هذا اليوم، بكبار الكتاب من الذين أسهموا في تشييد صروح الإبداع الفكري والأدبي، وعلى هذا أقرت أيضا في هذا اليوم حقوق المؤلف، لأن احتفاءنا بالكتاب واعتزازنا به، وإرساء دعائم ازدهار الصناعة الوطنية للكتاب، يوجب علينا الاهتمام بالمؤلف وتشجيعه على التأليف المستمر، عبر حماية حقوقه الملكية الفكرية لما ينشر، فضلا عن الدعم المالي المجزي بشراء مؤلفاته وتوزيعها توزيعا سليما فضلا عن التريج الجيد لها. ان «اليونسكو» لم تبادر إلى إقرار مثل هكذا يوم في تاريخ الاحتفاء بالكتاب ومبدعيه على اختلاف تخصصاتهم العلمية والفكرية والأدبية والفنية، إلا بعد تيقن، وبالأرقام، عن تراجع أعداد القراء في العالم عامة، ودول العالم الثالث خاصة، فأقرت هذا اليوم لتذكير الأمم والشعوب، بأن الكتاب بات ولايزال أهم أركان التقدم البشري، وهي بذلك تريد التذكير بأنه مع التقدم التكنولوجي المتسارع والتطور الهائل لشبكات الميديا الحديثة والاهتمام الشعبي المتزايد بمواقع التواصل الاجتماعي، فإن الكتاب الورقي لن يغادر أهميته المعرفية والإبداعية في شتى بقاع العالم، التي باتت تنظم تقاليد غير مألوفة في التشجيع على القراءة في هذا اليوم وسواه.

عاصمة عالمية للكتاب فاليونسكو تختار في اليوم من كل عام العاصمة العالمية للكتاب، وتبقى كذلك لعام كامل إلى أن يحين مثل هذا اليوم في العام التالي، فقد اختيرت العام الماضي مدينة «انشيون» الكورية، بحسب رسالة السيدة ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو في مثل هذا اليوم من العام 2015، أكدت فيها جهود المنظمة في محو الأمية في العالم في مرحلة مابعد 2015 ، تقول فيها : (يعجز 175 مليون مراهق في العالم – معظمهم من الفتيات والشابات – عن قراءة جملة واحدة، تلتزم اليونسكو بتسخير تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، ولا سيما تكنولوجيا الأجهزة المحمولة، لدعم محو الأمية وتوفير التعليم الجيد لكل من لم يصل إليه بعد).

مبادرة عراقية خالصة في العراق موطن الكتابة الأول، هذا البلد، الذي مهما طالته الحروب والنكبات والمآسي، تريد له أن ينكسر ويزول، ينهض من رماده كالعنقاء، كيف لا وهو بلد الحداثة الريادية في الشعر والقصة والمسرح والتشكيل، بلد المتنبي وأبو تمام وعلي الوردي والسياب والبياتي والملائكة، وغائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي ومحمود عبد الوهاب وغيرهم من رموز الفكر والثقافة والإبداع. بلد لاتنعدم فيه المبادرات الحضارية، على أيدي رواده وشبابه، ففي الأسبوع الماضي نظمت الدورة الرابعة من مبادرة (أنا عراقي.. أنا أقرأ)، على حدائق أبي نواس، بعد إعداد زمني مسبق تطوع له شباب وشابات، يرومون إنهاض روحية المبادرة التطوعية داخل الإنسان العراقي، ومساعدته على تجاوز نكباته اليومية بالقراءة الحرة، بالتعامل المستمر مع الكتاب، الذي استطاع عبر القرون إضاءة ظلمات البشرية. المبادرة فيها تقاليد جميلة، منها فتح باب التبرع، مسبقا، للمثقفين بكتب، كل بحسب اهتماماته، كتب ستقع في اليوم المحدد الذي يتم التوافد فيه على مكان المبادرة، على أناس من مختلف الأعمار والمستويات الثقافية نساء ورجالا، حيث تحمل المبادرة دلالة التكامل الثقافي والاجتماعي، بين الناس، فالكتب منهم وإليهم، فضلا عن إسهام المبادرة في توسعة مدارك الناس وآفاقهم، وهنا نتمنى على أصحاب هذه المبادرة، تنظيمها في الدورة المقبلة في تاريخ هذا اليوم كي تكون إحدى فعالياته، حيث لاحظنا في السنوات عدم وجود الاهتمام الرسمي وغير الرسمي باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف.

اترك رد