الرئيسية » مقالات متنوعة » المس الطهراني

المس الطهراني

Avatar

اخلاص داود

كم هي كثيرة حالات الحب والعاطفة المتهيجة التي لا تحدها حدود العقل والمنطق يمر بها بني البشر, ونسب ما يصاحبها من دموع وأحزان وأفرح واسعادة ومرض متفاوتة بين هذا وذاك, وعبارة (اموت عليه)و(أحبه بجنون) هي الأكثر ترددا بينهم, فهل نحن فعلا نموت أو نجن من أجل من نحب؟؟

ولو فكرنا بهذا الموضوع ورجعنا للمختصين بهذا الشأن لوجدناهم يؤكدون احتمالية أن يموت شخص حرفياً بسبب افتراقه عن شخص يحُبه كثيرا وتسمى هذه الحالة ( إعتلال عضلة القلب المفطور فالألم الذي ينتج بعد الأنفصال عن احد الأشخاص في بعض الحالات يصاحبه اجهاد نفسي حاد قد تختل بسببه دقات القلب بشكل قاتل).

وهذا المس الطهراني الذي وضعه الله بداخلنا بكل جنونه وعنفوانه  أظهره الباحثون بعد أجراء الكشف على عقول أولئك المحبين فوجدوا أن دماغ العاشق يفرز سلسة من المواد الكيمياوية المنشطة التي تحدث حالة من النشوة, تشبه الى حد بعيد الشعور الذي يصاب به المدمنون على السموم بأنواعها, وهذه المواد يفرزها الدماغ أثناء الوقوع في الحب وتسمى (بنيلتيلمين) ويدمن الشخص على تلك المادة التي يفرزها دماغه, وهو أدمان مذهل ومنعش حين يكون على وفاق مع من يحب, ورهيب ومؤلم جسدياً ونفساً عند الخصام أو الهجر, لهذا يفترض أن يكون الحب متوازن وصحي, يسمى (الحب المتبادل) أي يكملان بعضهم البعض ولا يكون هناك شخص يضحي أو ضعيف أي يتجرعان نسب الحب والسعادة و الأشتياق بنفس المقدار, وبرغم أن هناك أسباب ثانية توهم البعض انهم في حالة  حب حقيقي مثل ( الحاجة المادية و الجسدية ) ولكن كيفما تكن الأسباب فهي تترك قناعة كبيرة لدى المحبين أنه لا يمكن العيش بدون من يحب, وحالات الشك والغيرة التي تفطر القلب  تدفعهم الى تتبع كل حركات وتصرفات الحبيب.وعن كيفية تجديد دمائهم وعقولهم من سطوة الحبيب وفك الأرتباط النفسي عنهم  أكد الدارسون أن  مع الوقت والأيام وبالأستعانة بالكتابة للتعبير عن كل ما يدور بأذهانهم والقراءة,  والأستماع للموسيقى والأغاني للترويح عن النفس ولاننسى الرقص والرياضة ومحاولة التكلم عن المشكلة مع اناس مقربين كل هذا  كفيل بالشفاء وتخفيف من حالات الكدر والبؤس ونسيان هجر الحبيب .

وهذا الكلام ليس بجديد فطالما كان الشغل الشاغل الدارسين والشعراء والكتاب, لكن ما يثير الأستغراب أن الكلمة المتكونة من حرفين (ح+ب) هي الوحيدة بحسب رأي الجميع  المعبرة عن غمرة العشق والحب والراحة النفسية بين المحبين ولا نستطيع أستبداله أو موازاته بأي كلمة وهذا ما أستغربه الدكتوروالمستشار الأسري”خليفة المحرزي”عندما واجه كلام نقد وأعتراض من قبل جميع من شاهده على قناة mbc)) بعد أن قال أن هناك دراسة علمية تؤكد أن الحب ينتهي بعد(18 ) شهرا من الحياة الزوجية ويحل محلها المودة والرحمة,  كون الدماغ تموت وتذبل فيه غدد المشاعر العاطفية المتهيجة وتنطلق مكانها خلايا جديدة تدعى”الكستوستين” وهذه مسؤولة عن دوام العلاقة وأستمرارها ومن أجل  ديمومة الحياة الزوجية وبقائها,  وهذا تأكيدا القول الله عز وجل (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(21) سورة الروم

اترك رد