الرئيسية » السياسة » العبادي: العراق انتصر على الإرهاب وسيادتنا خط أحمر

العبادي: العراق انتصر على الإرهاب وسيادتنا خط أحمر

اكد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ان العراق مقبل على مرحلة جديدة بعد القضاء على “داعش” وطردها خارج حدودنا، مؤكدا انها مرحلة لا تخص العراق وحده وانما تشمل جميع الدول العربية التي يجب ان تتعاون وتوحد جهودها وتتبادل المعلومات الاستخبارية لمنع عودة داعش او انتشارها لدول اخرى. ودعا العبادي في كلمة العراق في القمة العربية الـ28 في الاردن ، الدول العربية الى البدء بعهد جديد من السلام والاستقرار والتعايش الآمن والرخاء الاقتصادي.
وفي ما يلي نص الكلمة: نلتقي في عمان اليوم على بركة الله وتوفيقه .. وتأتي أهمية هذا المؤتمر من خطورة وحساسية الظروف الراهنة التي تواجه دولنا والتحديات الارهابية الوجودية التي تتطلب منا التعاون والاتفاق على اليات واضحة لمواجهتها ووقف تداعياتها الخطيرة على مستقبل ووحدة دولنا والأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والتعايش المجتمعي في منطقتنا .شعوبنا تتطلع الينا اليوم ، وعلينا جميعا ان نتحمل المسؤولية واتخاذ القرارات اللازمة لانهاء معاناة شعوبنا التي تعيش في ظل النزاعات والحروب والنزوح والفقر والجوع.نؤكد ما قلناه بأن الارهاب لا يستثني اية دولة ولذلك يجب التعاون وبذل كل الجهود من اجل الحفاظ على وحدة دولنا وشعوبنا من التفكك والضياع ، ومنع التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية . اننا نعتبر أن الأمن حالة واحدة لا تتجزأ ولا يمكن ان تعيش اي دولة آمنة بمفردها، وسعادتنا بتحرير ارضنا وطرد داعش لا تكتمل الاّ بهزيمة الارهاب في كل دولة عربية تواجه هذا الخطر . ان جامعة الدول العربية هي التي تجمعنا بمواثيقها التي قامت عليها ومنها العمل على مبدأ حفظ وصيانة استقلال دولنا وعدم التدخل في شؤونها الى جانب السعي لتوثيق التعاون بين دولنا في المجالات السياسية والاقتصادية الاجتماعية. لا بد من الوقوف هنا عند اهمية تعزيز مكانة الجامعة العربية لدى المواطن العربي الذي يتطلع الى قرارات جادة تأخذ حيز التنفيذ وتؤكد مصداقية العمل العربي المشترك، وتساعد في إخراج المواطن العربي من حالة الإحباط التي لازمته. ويجب علينا تعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسة الجامعة العربية وأن تكون بمستوى طموحاته وتطلعاته. اننا ندعو الى التوجه نحو تحقيق الاستقرار كهدف استراتيجي وانهاء الخلافات والنزاعات الجانبية والتفكير بملايين المواطنين الابرياء النازحين والمهاجرين والمشردين من مختلف الدول العربية والذين يموتون غرقا عبر المحيطات وهم يفرون من جحيم الاقتتال الداخلي، والتركيز على ما يخدم حاضرنا ويرسم مستقبلا زاهرا لشعوبنا ويسمح لهم بالعيش بسلام ومحبة في اوطانهم ويفتح لهم ابواب الأمل بغدٍ افضل . ان ثروات امتنا يجب ان توجه للبناء والاعمار واستخدام التكنولوجيا المتطورة والعمل على بناء شبكة علاقات اقتصادية وتجارية واسعة ورفع المستوى المعيشي وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبيئية وللقضاء على الفقر والجوع والتخلف. إنّ شريحة الشباب تمثل الثروة الأهم في الموارد البشرية المنتجة والفاعلة في مجتمعاتنا العربية، ولا بدّ من الاهتمام بمشاكلهم والعمل بجد على إطلاق مشاريع عربية فعالة لتطوير قدراتهم والاستفادة من طاقاتهم في جميع المجالات، والعمل على توفير فرص عمل تمنع وتحصن الشباب من الانجرار الى التطرف بكل أنواعه. إنّ موقف العراق الذي هو دولة مؤسسة للجامعة العربية واضح تجاه الثوابت والقضايا الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واننا نرى ان الارهاب والتطرف والانشغال بالنزاعات الداخلية ادت الى حرف الامور عن مسارها الصحيح وتبديد الجهود والتضحيات وتحويل الاولويات الى قضايا ثانوية. كما ادعو الى موقف عربي موحد تجاه اي تجاوز على السيادة الوطنية للعراق او اية دولة عربية ، وعدم السماح به واعتبار ذلك خطاً احمر في علاقاتنا مع الدول، وان تكون علاقاتنا مع جميع الدول مبنية على الثقة وعدم التدخل واحترام السيادة والتعاون وتبادل المصالح. أيها الاخوة : ان العراق دولة موحدة اكثر من اي وقت مضى ولولا هذه الوحدة والتماسك لما استطعنا تحرير اراضينا والحاق اكبر هزيمة بعصابة داعش المجرمة ، وجيشنا مرحب به ويطمئن لقدومه كل ابناء شعبنا في جميع المحافظات ويبذل المقاتلون الغيارى ارواحهم لانقاذ المدنيين من داعش ، وان العراق الذي كان ممزقا وثلث مساحة اراضيه تحت سيطرة داعش، قد تحرر وانتصر، وقد وفينا لشعبنا بما تعهدنا به في تحرير كامل مدنه واراضيه من داعش . إنّ جميع العراقيين يشاركون في تحقيق هذه الانتصارات، ومن مختلف الاديان والقوميات والطوائف يقفون معا في معركة الدفاع عن وطنهم ويحظى هذا الدفاع بدعم المرجعيات الدينية وعلماء الدين من كل الطوائف. ان داعش قامت بعملية خداع كبرى حين ادعت زورا وكذبا الدفاع عن أهل السنّة لكنها في الحقيقة قتلت الشيعة والسنة والمسيحيين والايزيديين والعرب والكرد والتركمان، وجرائمها شملت كل الطيف العراقي وتدمير الاثار والمساجد والكنائس. ان داعش هي مشروع تخريبي لتفكيك دولنا ومجتمعاتنا اولا ، ولزيادة ثقافة الكراهية للعرب والمسلمين في دول العالم الاخرى، ويجب علينا الانتباه لهذا المخطط الذي يجري تنفيذ فصوله على ارض الواقع ، والتصدي له بكل قوة . ان العراق لجميع العراقيين دون تمييز ونحن دولة تحترم التنوع الديني والقومي والمذهبي والفكري، ولدينا مؤسسات دستورية تحمي هذا التنوع وتدافع عن حقوق جميع العراقيين وفق مبدأ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات . لقد دفعنا ثمنا باهظا بسبب خطابات الكراهية والتحريض الطائفي، وما نطلبه من اخوتنا العرب ان يساعدونا في القضاء على خطاب التمييز والكراهية وان يكون الخطاب والاعلام داعما لوحدة شعوبنا وليس مفرّقا ومحرضا على القتل والتدمير. نحن نواجه الارهاب الذي يستهدف المدنيين بالسيارات المفخخة والانتحاريين، وعصابات الجريمة المنظمة التي تخرق القانون، ونواجه الفساد الاداري والمالي، ولا نفرق بين الارهاب والفساد والجريمة المنظمة فبعضهما يكمل الاخر، وجميع ذلك يمثل عدوا وتحديا مشتركا . اننا نعمل على بسط سلطة القانون في جميع انحاء العراق وحصر السلاح بيد الدولة والقضاء على جميع المظاهر المسلحة . ومع كل التحديات الصعبة والأزمة المالية التي واجهتنا نتيجة انخفاض اسعار النفط العالمية فقد مضينا بعمليات التحرير وتسليح قواتنا كما مضينا في تنفيذ (برنامجنا الاصلاحي الشامل في جوانبه السياسية والاقتصادية والمجتمعية) الذي لا يقل صعوبة عن التحديات الاخرى ولكننا قطعنا اشواطا مهمة منه ونحن مصممون على تنفيذه مهما بلغت التحديات . لقد باشرنا وبمساعدة المجتمع الدولي تنفيذ برنامج اعادة النازحين الذين هجرتهم داعش الى مدنهم المحررة ووضعنا برنامجا متكاملا لاعادة الاستقرار والخدمات اليها، وندعو الدول العربية كافة الى المشاركة في جهود اعادة البناء والاستقرار في هذه المدن التي لحق بها دمارٌ كبير. ان العراق مقبل على مرحلة جديدة بعد القضاء على داعش وطردها خارج حدودنا، وهي مرحلة لا تخص العراق وحده وانما تشمل جميع الدول العربية التي يجب ان تتعاون وتوحد جهودها وتتبادل المعلومات الاستخبارية لمنع عودة داعش او انتشارها لدول اخرى . من هنا أحيي القوات العراقية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها ومسمياتها التي تواصل تقدمها في الموصل، واحيي التضحيات الغالية التي قدمها الشعب العراقي الشجاع، واحيي البيشمركة والحشد الشعبي والمتطوعين والمقاتلين المحليين وابناء العشائر، واحيي ارواح الشهداء والجرحى وعوائلهم الكريمة. نتطلع معكم الى عهد جديد من السلام والاستقرار والتعايش الآمن والرخاء الاقتصادي لجميع دولنا وشعوبنا والى تعاون وثيق في جميع المجالات.
المصدر/ الصباح

اترك رد