الرئيسية » مقالات الطلبة » أحقا نحنُ كـ ( الملح الفوار).. ؟!

أحقا نحنُ كـ ( الملح الفوار).. ؟!

Mustafa Shibber

مصطفى شبّر

يتداول سياسينا ( الشرفاء ) جداً جداً فيما بينهم وفي البرامج التلفزيونية مقوله نوري السعيد ( العراقيين هم كمثل الملح الفوار يفور في بادئ الأمر فقط ثم يهدأ ) ، حيث ظهر احد هؤلاء الشرفاء وهو فائق الشيخ علي على إحدى القنوات الفضائية وبدأ باستهزائه بوالدة احد شهداء سبايكر التي رمت ( شيلتها ) على وجه السياسيين والتي أهانته بشدة عندما صرخت بحرقة ، ليطلب منها هذا الفائق وببردودة أعصاب البرلمانيين المعهودة في عراقنا ( بأن تأخذ حقها وتقتص من القتلة بدل هذا العمل) .. ، ونسي إنهم هم من يمنعون ذوي هؤلاء الشهداء من الأخذ بحقهم والتستر على أنفسهم ومن قام بهذه الجريمة . فهم لا يهتمون لجراحنا وآلامنا ومعاناتنا ولا لمظاهراتنا ضد الفساد ومطالبنا المشروعة في الإصلاح بالواقع الخدمي والكهرباء والنفط و مشاكل الزراعة والصناعة البطالة و الكثير الكثير من المآسي التي يعاني منها الشعب العراقي فقط . والسؤال هنا أحقا نحن مثل الملح أو القرص الفوار ؟! .
عندما نراجع تاريخ المظاهرات والانتفاضات للشعب العراقي، ولنبدأ بأقربها ، وهي المظاهرات الواسعة التي سبقت مظاهرات الإصلاح التي دعا إليها مقتدى الصدر ،والتي كانت على مستوى كبير ، وشاركت فيها معظم المحافظات للمطالبة بالتغيير والإصلاح واستمرت لفترةٍ طويلة من الزمن لكنها فعلاً لم تحقق شيئاً سوى إنها خرجت بجعبة كبيرة من الوعود الكاذبة والزائفة التي كانت أشبه بالتخدير، كما و إنها انخفضت شرارتها تدريجياً ولم تحقق شيئاً يذكر . ولكن في الماضي أيضا خرجت مظاهرات واستمرت بإصرار الشعب وقد تحولت بعدئذ إلى ثورة واسعة النطاق يشهد لها التاريخ وهي ثورة العشرين ، التي انتفض فيها الشعب العراقي ضد البريطانيين وسياسة تهنيد العراق تمهيداً لضمه إلى بريطانيا ، فقد شهدت هذه الثورة تضحيات كبيرة وألحقت بالبريطانيين خسائر كبيرة ، وعلى الرغم إنها انتهت دون تحقيق مرادها بالكامل لكنها أثبتت وجودها وأعطت دافع معنوي كبير للأبطال المشاركين بهذه الثورة المباركة والتي اعتبرت العنصر التأسيسي لروح المقاومة العراقية . وعندما نعود إلى الزمن القريب نجد إن العراقيين قد خرجوا بمظاهرات صاخبة وبمناسبات عدة وأبرزها المطالبة بخروج القوات التركية الخارقة لسيادة العراق ،لكنها اندحرت تدريجياً ونُسيت .! ، نعم نسيت ولم يعد لها ذكر، وما زالت تركيا تستهزئ بسيادة العراق وقواتها تسرح وتمرح في أرضنا.. ارض الطهارة والفداء ولا نعلم ما ذا تفعل وما تنوي فعله هذه القوات .
و لعل أبرز ما يمكن أن نستذكره ببهو وفخر من انتفاضات الآباء والأجداد ، والتي ما زالت تمر على ذاكرتنا.. الانتفاضة الشعبانية التي رغم النظام الجائر الذي عمل ما عمل بالشعب العراقي وألتي تم إنهائها بشكل إجرامي وبشع ، إلا إن أبناء الشعب العراقي لم يسكت وأصر على أن يرفع صوته بوجه صدام الذي يعد من أشهر احد عشر طاغية على مستوى العالم ، هذا الطاغية الذي عمل على إجبار العراقيين على خوض الحروب وتسبب بخسائر التي سببها وضرر وخصوصاً في مناطق الوسط والجنوب جراء الحروب المتلاحقة وتعرضها للتدمير والخراب. وحتى في ظل الاحتلال الأمريكي لم يلتزم الشعب السكوت فقد قام أيضا بثورة مسلحة ضد الاحتلال والحق به خسائر مادية وجسمانية كبيرة . اذا هنا فلنأخذ قرار وموقف واحد بيننا وبين أنفسنا بان نغير كل باطل ونسحق كل فاسد وسارق وان لا تنثني عزيمتنا ، سيما ونحن نمر بفترة عصية بفترة اجتمع بها الدواعش ومارسوا شتى الجرائم البشعة بحق ابناء هذا الشعب ، ومن جهة أخرى ما زلنا نواجه ( دواعش السياسة ) الذين يمولون ويمهدون الطريق لداعش والذين يمتصون بدماء العراقيين ، ويتسابقون في سرقة أموال الشعب وإهمالهم إياه ، ويصرون على عدم توفير ابسط الخدمات من أمن وأمان وكهرباء وماء ونفط ووسائل العيش الكريم . فلنثبت إننا اليوم ومن ساحات التظاهر.. إننا ليس كما مثلونا .. نحن لسنا كالقرص الفوار نفور في بادئ الأمر فقط ونبرد في النهاية ولا نحقق أي شيء ولا نستطيع عمل شيء . ولنثبت للجميع واولهم ساستنا .. إننا إن أردنا شيء نعمله ، وإننا لا نسكت على باطل إلا وسحقناه ، وان تظاهرات ساحة التحرير ستدخل التأريخ وسيظل ذكرها يمر على كل الأزمان . ونثبت لهم إننا لن ننسى من آلمنا وقتل أولادنا ونهبهم أموالنا .

اترك رد