هل تذكرون مجزرة طلاب القوة الجوية في سبايكر الذي يقارب عددهم (2000)وكيف قتلوا بدمٍ بارد؟!
هل نسيتم فاجعة الكرادة وكيف انطفأة الاجساد الغضة وتحولت الى رماد تاركة أمانيها وأحلامها على أرصفة الشوارع تسيل مع الدماء؟!
الذي يقرأ الكلمات يقول ما بال هذه السيدة تتكلم اليوم عن حادثتين ألبستنا السواد وأدمعت العيون، ولو نشر أحدهم منشوراً يتعلق بحادثة مهما كان ألمها قد مضى عليها عدة أسابيع لا يجد التفاعل نفسه في وقت وقوع الحدث, وكأن المصائب التي حلت على العراقي وضج بها الشارع بدافع الغيرة والوطنية وحب الأخر لها زمانها ووقتها الأني كما الموديل يظهر بقوة ومن ثم يتلاشى.
بغض النظر هل هذه المشكلة تم حلها أم هل أن الجناة تم عقابهم أو هل أن الحكومة أنصفت المتضررين؟
الدماء والدموع والآلام كلها غادرت مواضعها وتوجهت صوب قضية اليوم التي باتت تشغل الرأي العام هذه الايام وأحتلت مساحات كبيرة من وسائل الإعلام ومنها شبكات التواصل الاجتماعي المتعلقة باستجواب وزير الدفاع فأصابع الاتهام التي وجهها العبيدي بكل جرأة وصراحة ذاكراً افعال المسؤولين والسرقات بأرقامها الكبيرة والتي جهل اغلبنا بها كجهلنا لليابانية حتى أن البعض لجأ للضرب والتقسيم لمعرفتها!, جعلت الكل يستشيط غضبا والجميع ادلى بدلوه معبراً عن هول المفاجئة والاستغراب ودارت به الألسن بالمقاهي والشوارع, واصبحنا ننتظر هل العبيدي ينسحب ويقدم استقالته ليرضي غرمائه ويضمن ربحاً مادياً ومعنوياً؟ أم تطول به نوبة الشجاعة ويذكر لنا وثائق تفضح شخصيات جديدة, أم سيتفق النواب على سحب الثقة منه؟ ويخرج من لعبتهم خالي الوفاض.
وسواء كان هذا او ذاك فحري بنا ان نستمر بالمطالبة والضغط على الحكومة بكل الطرق لكشف عورات الفساد واظهار الأيادي الملوثة بالسرقة والإجرام ومحاسبتهم وهو ليس بالامر العصي والمستحيل.
أنها دعوة نابعة من صميم قلبي لأجل لفت الإنتباه حتى لا نكون كالملح الفوار ما أن يفور وتظهر فقاعاته حتى يخبو ويتلاشى.