صحيفة اصوات / محمد الحسيني
بعد أيام من لقائه بزعيم التيار الصدري في مدينة الكاظمية، وبعد ساعات من إعلان براءته من الحكومة الحالية، رد رئيس الوزراء حيدر العبادي بصورة غير مباشرة على الصدر بأن هنالك من يعلنون براءتهم من الحكومة لكنهم يفرضون ممثليهم عند تشكيل الوزارة ما يفسر عدم التزام العبادي بالمشروع الأصلاحي المعلن من قبل الأحرار حتى وأن انتهت مهلته المحددة.شفافية الخطاب كانت واضحة على مفردات زعيم التيار الصدري لكنها غابت عن خطاب العبادي اليوم لأنه لم يحدد من هي الكتل التي تعترض برامجه الإصلاحية والتي تهدف لتقويم وانتشال البلاد من أزمتها الراهنة، وسط مطالبات سياسية للكتل السياسية بتقديم مزيدٍ من الدعم الى رئيس الوزراء خلال الفترة المقبلة وهذا ما صرح به النائب عن أئتلاف دولة القانون أحمد البدري اليوم: “بالأمس كان خطاب الصدر واضحاً بخصوص تشكيل حكومة التكنوقراط لان الجميع كان مشتركاً في العملية السياسية وجميعنا نتحمل ما وصلت أليه البلاد وعلى الكتل السياسية أن تعطي دورا كبيراً للعبادي بأن يختار كابينته الوزارية وان تكون قادرة على وضع الحكومة بالاتجاه الصحيح”.وبشأن تصريحات العبادي حول تراشق التصريحات غير المباشرة مع التيار الصدري أجاب البدري أن “رئيس الوزراء حيدر العبادي مُلزم بالتصريح أمام الرأي العام ويعلن من هي الكتلة التي تعيق وتعترض على آليات الإصلاح أو فرض وزراؤها وعليه إن يكون بشفافية خطاب زعيم التيار الصدري مثلما كان بالأمس”.تراشق التصريحات وإعلان البراءة من الحكومة لا يعفِ أية كتلة أو طرف سياسي من المساءلة والتحقيق لأن جميع الكتل السياسية والإطراف مشتركة بما آلت إليه البلاد الان، فضلاً عن النظام المحاصصي المعمول به منذ العام 2003 لغاية الان وفي هذا السياق تحدث النائب عن الائتلاف ذاته عالية نصيف قائلةً إن “الجميع يشترك بمسؤولية وصول البلاد لهذه الحالة والبراءة لا تعفيه من المسؤولية لان الاوضاع الحالية التي تشهدها البلاد هو بفعل الكتل السياسية التي قبلت ورضت بنظام المحاصصة والتوافق وغيرها”.وعن إعلان الصدر تبرؤه من الحكومة الحالية ورد العبادي غير المباشر أجابت نصيف أن “رئيس الكتلة السياسية هو من يختار ممثليه في الحكومة وبالتالي أي إجراء فساد مالي إداري يتحمل تبعاته رئيس الكتلة و اتخاذ الخطابات لكسب ود الشارع العراقي أمر غير نافع لان المواطنين يرغبون بالحصول على حلول جذرية لما مرت به البلاد”.تراشق التصريحات الإعلامية بين الغريمين التقليدين ائتلاف دولة القانون وكتلة الأحرار لم يكن وليد الساعة فعلى مر دورتين نيابيتين كانت هنالك أزمات باطنية بينهما غير واضحة للعيان فخطابي الصدر والعبادي يشيران لوجود بوادر أزمة قادمة منذ دخول الصدر لبغداد.
الوسومسياسية وتشكيل الحكومة