*اخلاص داود
..ليست من العبثية عندما يتخذ من سلوك الاشخاص او المجتمعات التقييم الصحيح لمدى جاهزيتهم ليطلق عليهم مسمى التحضر والرقي لتكن كوسام شرف تؤهلهم لبلوغ المستويات الاولى بالتصنيفات العالمية والتقييمات الانسانية وتكتب وتنشر في كل مكان ويعرفها القاصي والداني ويشار لهم بالبّنان ويدخلون في مقارنة ليكونوا هم الكفة الرابحة والمتميزة.
فئة كبيرة في المجتمع اولئك الذين يعيشون على خرائب الحضارات ليتفاخروا بها بفكرٍ مزدوج دون تعمق بها او تمادي في تطبيق مفاهيمها او لعلهم لا يعرفون الكيفية!!, نراهم قد بانت انياب جهلهم حين تلمسوا ضعف السلطة والقانون ليساهموا بظواهر اجتماعية معيبة.
الطبيب الذي تعرض للضرب من قبل مجموعة رجال كونه رفض ان يعطيهم تقريراً كاذبٍ حول اسنان احد ابنائهم الذي فقد بعضها في شجار وكون ان الفصل العشائري تكون قيمته اكبر للاسنان الدائمية منها باللبنية, والاب الذي جلب ابنه وهو في حالة صحية متدهورة لم تستطع انقاذ حياته الطبيبة المقيمة رغم محاولاتها لينهال عليها بالضرب متهمها بموت ابنه, وغيرها من الشواهد كشفت لنا تدني المستوى الانساني والاخلاقي لدى البعض وادى الى تفشي ظواهر منها سب وشتم وضرب الاطباء.
وازدادت الوقفات الاحتجاجية لملاكات الطبية منددين بهذه الاعتداءات والبعض ارجأ السبب وراء هذه الافعال المتكررة وسكوت الحكومة عنها لاجل تفريغ البلد من الكفاءات.
ففي الاونة الاخيرة ارتفعت شكاوى الاطباء على المراجعين في مراكز الشرطة بشكل يومي مع العلم انه ليس كل الاطباء يتقدمون بشكاوى خوفا من المقاضاة العشائرية وسمعتهم .
الحكومة ساهمت بهذه الظواهر بسبب تلكؤها وعدم تطبيقها للقوانين بشكلٍ صارمٍ وفعال لإسبابٍ غير مبررة!,وما نتمناه منهم اتخاذ اجراءت قانونية تنصف كأنسان اولا قبل ان يكون طبيب والحزم في التطبيق قبل ان تصبح هذه الظاهرة وغيرها من العادات والبديهيات في المجتمع, والأستعانة بالاعلام كونه المرآة والشريك الاصيل للانسان ودوره المهم في النصح والتوضيح وكشف الجوانب السلبية.