صحيفة اصوات الاخبارية /مثنى رحيم الحمداني
يتبادر الى ذهن القارئ في الوهلة الاولى ماهي حضارة التدوير؟ فمنذ فترة ليست بالقصيرة وتجول في خاطري استفهامات عديدة حول كيفية تعامل الدول المتقدمة والمدن الكبرى في العالم المتحضر مع نفاياتهم والمستوى العالي في حفاظهم على بيئتهم الجميلة.
وبعد البحث والتقصي وجدت ان تلك الدول تستخدم مصانعا خاصة لتدوير النفايات (اعادة تصنيع المواد) ومن خلال القيام بمعادلة حسابية لما يتركه شخص من نفايات كعلب ورقية (ورق الكارتون) كانت ام قوارير بلاستيكية او أي فئة من المصنفات الاخرى قد تزن بضعة غرامات وبحساب الكثافة السكانية في المدينة لوجدنا تكدس اطنان من النفايات بعد فترة قصيرة لايمكن لاي مكان استيعابها وللوقوف امام هكذا مشكلة نطرح فكرة على طاولة المسؤولين مع الاخذ برأي الاخصائين لعمل مصنع لتدوير النفايات وذلك بترك حسابات الكلفة المالية والموقع الجغرافي والجدوى الاقتصادية لهم وبالتأكيد يجب ان يكون المصنع قريبا من مواقع طمر النفايات.
كما ان انشاء هكذا مصنع سوف يعمل على جذب ايدي عاملة ما يسهم في تقليص البطالة وكذلك امكانية استغلال المردودات المادية العائدة من المواد المنتجة بعد اعادة تدويرها في المصنع و رفدها الى السوق المحلي وبيعها وتوظيف العائدات في توسيع العمل بالاضافة الى اسهامه في الحفاظ على البيئة .
فعلى الوسائل الاعلامية بجميع اصنافها المقروءة (الصحف) والمسموعة (الراديو) والمرئية (التلفاز) عمل حملات توعية من اجل تنوير المواطنين بطرق فرز النفايات اي تصنيفها حسب نوعيتها الى مواد (سليلوزية) – الورق والورق المقوى (الكارتوت) – والمواد الزجاجية والقوارير البلاستيكية مثلا ومساهمة البلدية في توزيع اكياس النفايات الخاصة بالورق والورق المقوى واخرى خاصة بالمواد البلاستيكية او (النايلون) و بهذه الطريقة نسهل على العاملين مهمة توجيه المواد كلٌّ الى مكانه الصحيح في المصنع.
واعتقد ان التحديات الكبيرة لإنشاء المصنع ستزول بتكاتف الدوائر المعنية بهذا المشروع والمضي به بخطوة واثقة وسريعة سعيا من الجميع النهوض بالواقع الحضاري وحفاظا على بيئتها وللعمل بما اوصانا رسول الله (ص) في حديثه (تنظفوا فأن الاسلام نظيف).