بك وحدك أيها الأمل أبتدئ سرد ماضي وبك وحدك أنهي كتابة حقبتي الزمنية .
اليوم يا سيدي دعني أهيم بشوقي إليك وولعي بصيف يسكن نفسك .
اليوم يا سيدي فلتتحد لغات الدنيا مع الصمت لأعزف أنا وحدي سمفونية عشق وخرافة اندثار .
قلت لك ذات جنون إن الحلم ما هو إلا ثوب نتدثر به لحظة يجردنا الواقع، ولكني لم أكن أعلم بأن الواقع قد يرتسم يوماً بين طيات الوردية لأكون أنا بطلة جديدة لمعجزة قدرية أختارت روحي لتجسد سعادة قدسية . .
أخشى على نفسي من عيون العابرين ومن همسات الغرباء .
أخشى أن تمسي قصتي معك كدخان يمضي بعيداً ليعانق حبات الهواء، ولكني عاهدتك منذ النبضة الأولى والرعشة الأولى والكذبة الأولى بأنني سألبسك ثقتي معطفاً يقيك من برد الأوهام .
ولعي بك يكبر مع كل نفحة جنون ويمضي بي إلى طريق لا شيء فيه سوى شظايا أمنيات معلقة على صدر الأيام .
أقطفني أيها الأمل نجمة لا تغفو إلا بين جفنيك . . أقطفني ياسمينة دمشقية تعلم تماماً كيف تهب شذاها لمن هو جدير به . .
ها أنت هنا الآن تعلن الحرب وترفع رايات نصرك فوق سطوري .
أعترف اليوم بأني أمام الشعرة الفاصلة بين التحدي والجبروت . . في حاجة أنا إلى بوصلة صغيرة علها ترشدني إلى عقلي الذي وهبته للريح ساعة إنبهار . .
في حاجة إليها ونادمة على فعلتي هذه كيف لي الآن أن أحسب سنوات انتظارك أيها الأمل و أنا أعد نبضات قلب يصرخ بصدى صوتك؟ في حاجة أنا إلى قاموس و مشط عاجي و ريشة رسام .
وحدها أوراق الشجر تملك حق الحياة المعلقة، و أنا منذ أن عرفت الأمل و أنا معلقة بين سماء حلمي و أرض شوقي . يا سيدي الأمل هبني الكثير منك، إجعل مني دفتر ذكريات و أكتبني فوق كل العابرات و كل اللواتي تهن في حضرة نرجسيتك . . أعلم بأنني معك مليكة نساء الدنيا ولكني أشتهي أن ألعب كل أدوار الحياة لأرسم بملامحي تاريخ حلم لا يشبه سواه .