ماذا نقول ومن أين نبدأ؟؟
صخبُ حياة, لهو أطفال, ضحكات, موسيقى, الوان, سعادة, هذا ما كان عليه قبل دقيقة او لحظة ليتحول الى بكاء, خوف, نار, ألم, رماد.
وعن ماذا نتكلم؟ عن ذلك الشاب الذي أحاطته النيران وعرف أن ساعته أقتربت فسارع بمهاتفة والديه طالباً الغفران منهم ومودعهم بكلمات أثقلها الألم والهلع.
أم ذلك الذي نبأه اختبار الفيس قبل يوماً من أستشهاده (زوجتك من الجنة) ليعلق اصدقائه على صفحته الفيسبوكية التي هجرتها نظراته ونقرات اصابعه: لقد صدق هذا التنبؤ ها قد رحلت اليوم كن سعيداً في جنتك.
أم صيحات أخوٌ لشهيد محدّثاً مقبرة النجف وهو واقف على مشارفها “اليوم ماراح تخلصين من صرخات أمي وبجيها” نسى أن هذه الأرض اكتسبت الطيبة والصبر والحنو من قلب علي ابن ابي طالب “عليه السلام” مذ دفن فيها, الاف الاسطر لا تكفي وصفاً لفاجعة الكرادة, عين العراق الجميلة التي فقعتها أيادي الظلام والتحزب والفساد.
الى متى يبقى البعير على التل ؟ والى متى مضمار سباق الوحوش الذي بدأ دورته منذ سقوط الطاغية يعلن أنتهاء دورته؟ ونحن الذين شحذنا اقلامنا ورفعنا اصواتنا حباً وغيرة على هذا الوطن منذ سنين نحو الساسة بعد أن اتضح زيفهم وخداعهم , نقد وتهكم وكشف حقائق, حتى مُلأت المجلات والصحف ووسائل التواصل الأجتماعي ولم يتغير شيء!! والمفسدين مازالوا يخربون بخاصرت العراق, ومستمرئين بتحويل الطفل الى يتيم والزوجة الى ارملة والشاب الى شهيد.
اليوم الأقلام جفت والكلام أخرسته سكيّنة الخوف واليأس والتهاون ولم يبق سوى الصمت, فالصمت وحده يليق بك ياكرادة.