هزت ثورة الامام الحسين عليه السلام وجدان العالم والانسانية بدون أستثناء ، عدو كان أم صديق ، مما يظهرتجلي هذه الثورة وقوة تاثيرها في الرأي العام الانساني ، نعم أنها ثورة الانسان الذي يرفض الذل والسكينة ، ويعتز بنفسه كأنسان ، فالناس ولدوا أحرار ومتساون بالحقوق والواجبات وربهم واحد هو الله ، ولا يمكن أستعباد الانسان فالانسان مقدس لايمكن العبث به أو هدره ، وهو خليفة الله في أرضه ونائبه ، لهذا خرج الامام الحسين عليه السلام وقبله النبياء لتعديل مسيرة الانسان والقضاء على من يستعبده ، ولهذا فأن الامام الحسين أصبح مدرسة الانسانية تتخذ منه منهج للتحرر والاحتفاظ بالكرامة الانسانية وعودة الحقوق المهدورة .
وقد تعدد المدارس في دراسة منهج الحسين ومدرسته في الغوص في قضية الامام الحسين عليه السلام ومن هذه المدارس الاستشراقية المدرسة الانكليزية فقد جاء على لسان الكاتب ديكنز قوله في ثورة الامام الحسين عليه السلام ((إن كان إلامام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية ، فإني لا أدرك لماذا أصطحب معه النساء والصبية والاطفال ؟إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الاسلام .))
أما ما جاء عن توماس كارليل وهو فيلسوف وكاتب قوله في ثورة الامام الحسين عليه السلام ((أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله ، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحق والباطل ، والذي أثار دهشتي هو أنتصار الحسين رغم قلة الفئة التي كانت معه .
إما المستشرق الانكليزي إدوارد براون فجاء قوله (( وهل ثمة قلب لا يفشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاَ عن كربلاء ؟ وحتى غير المسلمين لايسعهم إنكار طهرة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها ))
أما فرديك جمس فقد جاء قوله (( إن نداء الحسين وأي بطل شهيد أخر هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودة لا تغيير لها ، ويؤكد لنا كلما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس الى التمسك بها ، كتب لهذه القيم والمبادئ اليمومة ))
أما غاندي فجاء عنه (( لقد طالعت بدقة حياة الامام الحسين ، شهيد الاسلام الكبير ، ودققت النظر في صفحات كربلاء ، وإتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر ، فلا بد لها من إقتفاء سيرة الامام الحسين ))
وجاء عن القسيس إنطوان بارا قوله: (( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أمن راية ولأقمنا له في كل أرض منبر ولدعونا الناس الى المسيحية بأسم الحسين ))
وجاء عن الاثاري الانكليزي وليم لوفتس (( لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في التاريخ الانسانية وأرتفع بمأساته الى مستوى البيطولة الفذة ))
أما الانكليزي جون أشر جاء قوله : ((إن مأساة الحسين تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي ))
وما كتبناه هي بعض من فيض كبير من لؤلؤ وزمرد من أقوال بحق الامام الحسين عليه السلام ، مما يدل على أهمية هذه الثورة وعمق تاثيرها في النفس الانسانية فالنتعلم من الامام الحسين كيفة نضحي من أجل القيم والمبادئ ومن أجل الوطن وحمايته والذود عنه بكل غالي ونفيس فالذي يقدم لوطنه واهله وانسانيته سيذكره التاريخ بشرف واعتزاز سواء من العدو أو الصديق