من يتابع آثار جهاد النفس يجدها تتجاوز بايجابياتها الاطار الديني الى الدنيوي . ومنطلق التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي يبدأ من اصلاح الذات .
فالسياسي الذي يسعى لخدمة شعبه .
والقائد الامني الذي يحاول تحقيق الامن والاستقرار لبلده.
والتاجر الذي يطمح الى ارباح مادية مشروعة .
والطالب الذي يسعى لمراتب علمية عالية.
جميع هؤلاء وغيرهم يلزمهم قدرا من جهاد النفس . فيؤثرون الجد على الكسل . والاجتهاد على الراحة والاقدام على الاسترخاء . والعمل للصالح العام … حتى يصلوا الى اهدافهم السامية.
والمؤمن الذي ينشد تغيير الواقع الفاسد ، عليه في الدرجة الاولى ان يجاهد نفسه في مراقبتها ومحاسبتها وتطهيرها وتزكيتها من كل الاثام لان من ينتصر على نفسه يستطيع ان يغير ذوات الآخرين.
(( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).
لو تم تطبيق هذا المبدأ القرآني في بلدنا لما وصلنا الى هذا الحال من التردي وعدم الاستقرار. للاسف نشاهد ونسمع الكثير من قياداتنا السياسية والامنية والاجتماعية ينادون بالاصلاح وخدمة الشعب الا ان دعواتهم اغلبها لقلقة على الالسن وترويج دعائي لا اكثر لم يؤمنوا فعلا بما يقولون ولم يصلحوا انفسهم ويكبحوا حماح شهواتهم . مما سبب انهيار البلد وجعله ساحة لتصفية الحسابات السياسية والمخابراتيه للدول الاستكبارية والدول الاقليمية ..
ان سر نجاح الانسان والاسرة والمجتمع يكمن في الانتصار على النفس والشهوات والذوبان في حب الاخوة في الوطن الواحد الموحد.
نحن ندعم اي دعوة للاصلاح والقضاء على الفساد من اي طرف جاءت ولكن يجب ان تكون دعوة الاصلاح مقترنة بالعمل الصالح وتبدأ من الداخل قبل الانطلاق الى الخارج .
ونختم بقول امير المؤمنين الامام علي (ع) (ميدانكم الاول انفسكم .فان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر .وان عجزتم عنها .كنتم على
غيرها اعجز. فجربوا معها الكفاح ).