رفقا بالقوارير

رفقا بالقوارير

احمد الهاشمي

‎منذ الخليقة وعلى مر العصور والمرأة تعاني من أشكال العنف كافة وبشتى الوسائل والأساليب المختلفة سواء كان معنوياً، أو لفظياً، أو جسدياً، ولا زالت هذه الظاهرة حاضرة إلى اليوم اذا تتعرض المرأة لانواع متنوعة منه مثل حالات التحرش والاغتصاب اذ بات  العنف ضد المرأة ظاهرة اجتماعية تعكس الجانب الانحرافي في المجتمع الذي يهدد البناء الاجتماعي للاسرة، ولعل من ابرز الاسباب العادات والتقاليد الاجتماعية القديمة، التي تعطي الرجل الحق والسيادة على المرأة وحولتها الى سلعةً تباع وتشترى، وأداة لتنفيذ الأوامر والقيام بالأعمال المنزلية فقط فضلا عن كونها الوعاء الذي يفرغ الرجل فيه متعته.

‎وهناك جملة من الاسباب تجعل المرأة لاتحظى بمكانتها في المجتمع منها إيمانها بالأفكار التقليدية التي تضعها في مكانة أقل من غيرها، وثقافة المجتمع التي لا تسمح بالتغيير، فضلا عن التخلف الكبير الذي اصاب المجتمع وضعف الوعي وتدني المستوى التعليمي والثقافي مما سهل للرجل بسلب اغلب حقوقها وعدم إنصافها.

ولاجل الحد من هذه الظاهر لابد من إيجاد حلول: وأبرزها تشريع القوانين التي  تحميها من العنف والعدوان، وتصون حقوقها وتوفر لها معيشة كريمة لائقة، مع ردع الرجل الذي يستخدم  المعنف  ضدها. كي تشعر المرأة بالأمن والأمان سواء كانت في مقر دارها ام عملها.

ومن الاشياء الجميلة اعتبار  يوم الخامس والعشرين من كل عام  بحسب الإعلان العالمي للأمم المتحدة يوماً للتضامن مع المرأة ضد جميع أشكال العنف المرتكبة في حقها.

الا اننا رغم كل ذلك نستطيع القول بأنّ القوانين الإلهية هي أكثر أنصفاً للمرأة على مر العصور، التي حفظت حقوقها الزوجية مثل حسن المعاشرة، ومنحها حقوقها المادية في  في الميراث وغيرها من الحقوق الأخرى.

ولعل ابرز مانذكره هو وصية النبي عليه الصلاة والسلام بالمرأة حينما خطب في المسلمين قائلًا: (استوصوا بالنّساء خيرًا )، وكلنا يدرك معنى الوصية التي تأتي لتدل على مكانة من يُوصى به، ايظا تشبيه النّبي عليه الصّلاة والسّلام النّساء بالقوارير، ويعني بذلك رقّة طباعهن ولين أحاسيسهن ومشاعرهن

 

اترك رد