صحيفة اصوات الاخبارية/عادل حيدر حسون
طالب نشطاء سعوديون عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر” بمحاسبة عضو مجلس الشورى، والقاضي بوزارة العدل عيسى الغيث، وذلك بعد مشاركة الغيث في “هاشتاق”، “الشيخ وسيم يوسف يحاضر في الرياض”، والذي كان لاقى حالة من الغضب بين النشطاء السعوديين، حيث أعلنوا فيه رفضهم استقبال الشيخ وسيم في عاصمة بلادهم، فهو بحسبهم يهاجم علماء المملكة، ويجب طرده.
وعلق عضو مجلس الشورى الغيث، على زيارة الشيخ وسيم عبر “الهاشتاق الغاضب” بالقول، “السعودية تفخر بوطني خليجي شجاع، ولم يحاربه إلا عدونا جميعاً: الدواعش”، وذلك في إشارة منه إلى أن الرافضين لوجود الشيخ يوسف المجنس إماراتياً في المملكة دواعش. تغريدة الغيث دفعت المغردين الغاضبين منه إلى إطلاق “هاشتاق” جديد بعنوان “عيسى الغيث يدعشن السعوديين، حيث توالت ردود الفعل الغاضبة عليه.
عبدالعزيز الخنين، إعلامي سعودي يقول في تغريدة عبر “الهاشتاق” المذكور أن ديدنهم الاتهام بالدعشنة لكل من ينتقدهم، ويضيف: عذراً فقد نسينا أن وسيم أحد الذين فتحوا الرياض، أما الدكتور محمد الجوير فقد دعا لمحاسبة الغيث، وطرده من مجلس الشورى. أما الكاتب صالح الحناكي فقد طالب السلطات السعودية بالتدخل، حتى ترد كرامة المواطن المسلوبة، والناشط محمد الربرابي فأكد أنه فقط في السعودية يقوم أدعياء الثقافة “بدعشنة” أبنائهم وشركائهم في الوطن، ووصف الصحفي محمد عسير ما قاله الغيث بالجريمة، ورصدت بعض المواقع خلو “الهاشتاق” من أية تغريدات مؤيدة لعضو مجلس الشورى عيسى الغيث، ومدافعة عن موقفه، حيث أجمع الجميع على محاسبته، وارتكابه ذنب لا يغتفر بحق مملكتهم.
الجدير بالذكر أن الحكومة السعودية تحاول دائماً نفي الاتهامات المتعلقة بمسؤوليتها المباشرة عن انتشار الفكر المتطرف المتمثل بظهور جماعة “داعش” بطرق مباشرة، وغير مباشرة على لسان بعض دعاتها، ومجلس شورتها، وقضاتها، ذلك “الفكر الداعشي” الذي يتشابه إلى حد كبير بحسب المنتقدين مع الفكر الوهابي الذي قدمه الشيخ محمد بن عبدالوهاب منذ التأسيس، حيث تعتبر “الوهابية” النصف الثاني المكمل للوجه السياسي الحاكم في المملكة، والمتمثل بمؤسساتها الدينية البارزة كهيئة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وذراعها الشعبي غير المباشر “المحتسبين”، وبالرغم من محاولات المملكة من إبعاد تهم “الداعشية” عنها، وإدخال الإصلاحات الدينية في منظومتها، إلا أن البعض من “شيوخ ودعاة” الوسطية لا يزالون يرون في مناهجها الدراسية، وفتاويها، وطرق تحفيظها وتفسيرها للقرآن الكريم، منهجاً رسمياً يستدل به الضالون طريقهم إلى العنف والتطرف.
وعلى أثر تلك الاتهامات التي تواجهها المملكة السعودية، دائماً ما يشتعل الجدل في الداخل السعودي بين التيارات المحافظة على النهج الوهابي، والتي لا تزال تدعو إلى تطبيق الشريعة السلفية بحذافيرها، وتلك التيارات التي تحاول جاهدة التخلص من عباءته، وتدعو إلى التعايش مع أصحاب الطوائف، والديانات الأخرى، وبين هؤلاء، وأولئك يشتعل مسرح الاتهامات بالليبرالية، والداعشية كما في حادثة القاضي الغيث، وتبقى المعتقدات المتطرفة أو المعتدلة، كما يصف مراقبون نقوش ثابتة في عقول السعوديين منذ الصغر، كل على ما علمه ورباه داعيته أو شيخه.