الرئيسية » مقالات الطلبة » ما بعد داعش ((رؤيا للمستقبل البائس))

ما بعد داعش ((رؤيا للمستقبل البائس))

Avatar

مابعد داعش ((رؤيا للمستقبل البائس))
ماذا سيحصل بعد داعش لو تفكرنا وتذكرنا وللوراء قليلاً رجعنا أي لما بعد حرب أيران والعراق و الأنتفاضة الشعبانية وماذا حصل بها بعد أن بردت نيرانها أن ماحصل هو قتل الشباب في ساحات الوغى وامتلأت المدن الجنوبية والوسطى بلافتات السوداء خُط عليها أسماء الشُهداء هؤلاء الملائكة الطاهرين الذين سُرقت منهم الحياة ظُلماً،ومن بعد أستشهاد الأب أو الزوج قد حل بالعائلة تغيير جذري وبالمجتمع كذلك لأن الأعداد كانت مهوله ،ترى الأطفال قد تركوا مدارسهم وذهبوا لجني المال ليتعايشوا بهِ ونُشاهد أن أدوات وأثاث بيت الشهيد تُباع القطعة تلو الأخرى لكي يُسد رمق العطش والجوع وماأشبه البارحة باليوم ، بعد أن قدم العراق أبناءهِ قُرباناً لله وللمقدسات في ساحات الوغى المشرفة ضد داعش ماذا قدمنا و ماذا سنقدم بعد أن قدموا لنا أغلى مافي الوجود وهي الروح؛كيف ستعيش عائلة هذا الشهيد الذي أفتدى بنفسهِ لإجل أن أعيش أنا وأنت ولكي يعيش السياسي ويستمر بسرقة المال والذي هو من يتحمل دخول هذه الشرذمة من الأوباش لضعف حكمهم،أن عوائل الشهداء سيعيشون وللأسف الشديد معيشة لا تليق بأي إنسان فكيف تليق بهذهِ النُخبة،والدولة كالمُعتاد مما لا شك بهِ سنجدها في غيبوبة تامة كسُبات الدُب في موسم الشتاء بكهف الإهمال بعيدون عن مُعاناة الشعب قريبون لمصالحهم الخاصة،وهذا الغياب سيولد لنا جيل من البطالة ينتمي لحزب ذوي الشهداء فكم طفل سيحمل بيديهِ قطعة قماش ومضخة ماء صغيرة ليرش عاى بلور المركبات لتنظيفها ويقوم بمسح الماء هو بباطن الأمر يمسح حُلمهُ وطفولتهِ يمسح سعادتهِ وشبابهِ يمسح التقاليد ليمحيها عن وجه الأرض وترى أخر يبيع المناديل في التقاطعات تحت المجسرات يقف في الساعة الواحده ظهراً والشمس تخجل منه وهو ينتظر خروج الطُلاب ليتزدحم الشوارع حتى يسترزق فيرى القمصان البيضاء تستر أجساد الأخرين وهو بذريعة الحر الشديد لا يرتد شيء لإنهُ لا يملك ثمنهُ، هذهِ ليست نظرة تشاؤم بل هو واقع الآن نعيشهُ وسنعيشهُ غداً لإن أعداد اليتامى يتكاثر يوماً بعد يوم وهي نظرة للمستقبل القريب؛لإن دولتنا لم تقدم الرواتب بالشكل الكافي والصحيح والمقاتل على قيد الحياة فكيف بعد الإستشهاد..فلو قدمنا لهم زُمردة الخلد على طبق من ذهب قليل بحقهم،وبالتالي هذا البرعم اليتيم سيستقيل من الحاضنة الأكاديمية ليتعين بحاضنة ((الشارع)) وهو يلجىء لهكذا ملاجىء بالرغم عنهُ وليس بإرادتهِ لأنه يُريد أن يعيش بأي طريقة كانت ولأنهُ طفل ذو خبرة قليلة لا يميز الخطأ من الصواب هذا كلهُ والنواب في غياب.
وما سوف يناج لنا هو جيل معدوم الثقافة السليمة مملؤ بالثقافة التافه والسخيفة.سيكون جيل لا يحوي بين طياتهِ بوادر الحياة الصحيحة سيكونون شباب يسود في فكرهم الجهل وكل عادة رديئة،وهناك مقولة تقول: ((أن لم نقتل الفقر فسوف نقتل الفقراء يوماً ما))، فهل هذا هو جزاء الشهيد الذي وهبنا حياته ونحنُ نسلب حياة ذويه،ومن جانب أخر وهو المُصاب في الحرب أو ذلكَ الذي بُترت ساقهُ أو قُطعت يدهُ ماذا سيُقدم لهُ؟ هل سنسمع بتعيين رواتب ومخصصات ومُنح تليق بشخص ضحى بعضو من جسدهِ لإجل الوطن أم ستُضع معاملاتهم على مقاعد الأنتظار ،لابد من تأسيس جمعيات ومؤسسات حقيقية وليست تلكَ التي مخصصة للدعاية والإعلام والإعلان والتي تقدم ما يُخجل أن يُقدم لهؤلاء الأبطال،هل ستطبق مادة ((الوطنية))التي كانت تدرس ومازالت في المناهج أم سيُثبت بإنها مجرد شعارات على ورق ، ولاننسى أن هؤلاء ليسوا مسؤولية الحكومة فقط ،نحن نعلم بأنهم معدومين الغيرة والضمير وهم بلاء لنا، نعم قد يكون الحصة الكبيرة من المسؤولية على الدولة ولكن علينا أن نرحم بعضنا بعض وأن نبصى كما عهدنا أنفسنا متماسكين أن سقط منا شخص نعيدهُ لمستوى أعلى مما كان ،وأن يبقى ضميرنا حي ولا يموت ولن يموت ضمير المواطن العراقي.

اترك رد