الرئيسية » عربية ودولية » كيف سعت السعودية وقطر وتركيا إلى “تهميش” نفوذ الشيعة بالشرق الأوسط

كيف سعت السعودية وقطر وتركيا إلى “تهميش” نفوذ الشيعة بالشرق الأوسط

صحيفة اصوات الاخبارية/ علي حميد الحسيني57354

 اعتبر جيفري دي ساكس، انّ المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر وبعلم وكالة المخابرات المركزية الامريكية، سعت إلى استبدال النظام العلوي للأسد في سورية بالنظام الذي يقوده السنة واعتقدوا أن هذا سيضعف المنافس الإقليمي، وإيران، وسيهمش نفوذ الشيعة في الشرق الأوسط بشكل عام.

واعتبر ساكس، وهو أستاذ التنمية المستدامة، وأستاذ السياسات الصحية والإدارة، ومدير معهد الأرض في جامعة كولومبيا، وهو أيضا مدير شبكة حلول التنمية المستدامة للأمم المتحدة، انّ هذه الدول ظنت أن إسقاط الأسد أمر سهل اكن النظام السوري يتمتع بحلفاء أقوياء، لا سيما إيران وروسيا، وكان من السذاجة بمكان الاعتقاد أنه لن تستجيب له أي من هاتين الدولتين.

واعتبر ساكس في مقاله الذي نشرته “بروجيكت سنديكيت، 2016” انه ينبغي للجمهور اعتبار الطبيعة القذرة للحرب التي تقودها وكالة المخابرات المركزية، فقد قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بإغراق سورية بالجهاديين السنّة، تماما كما فعلت بأفغانستان في الثمانينيات مع الجهاديين السنة (المجاهدين) والذين أصبحوا فيما بعد يسمون بتنظيم القاعدة، وقد دعمت المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر والولايات المتحدة بانتظام بعض الجماعات الجهادية الأكثر عنفا في سوء تقدير ساخر بأن هؤلاء الوكلاء سيقومون بعملهم عوضا عنهم، وبعد ذلك ينحون جانبا بطريقة أو بأخرى.

وبسبب هذه التدخلات، تشكل سورية حاليا أكبر كارثة إنسانية وأخطر نقطة جيوسياسية ساخنة في العالم، فقد تم قتل أكثر من 400.000 وتشريد عشرة ملايين من أبناء الشعب السوري.

إن الجماعات الجهادية العنيفة والمدعومة من “زبائن” أجانب تنهش البلاد وتفترس الشعب بلا رحمة، و كلها ارتكبت جرائم حرب خطيرة.

وبحسب الكاتب، فانه في وقت مبكر من شهر مارس أو أبريل 2011 بدأ المقاتلون والمسلحون السنيون المعادون للنظام بدخول سورية من الدول المجاورة، فالعديد من روايات شهود عيان تحكي عن “الجهاديين” الأجانب الذين انخرطوا في هجمات عنيفة ضد رجال الشرطة.

وقد حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة خلع الأسد من السلطة في ربيع عام 2011 معتقدين أنه سيسقط بسرعة مثل المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي، كما أكد الكثير من المراقبين أن قطر تمول بشكل كبير الأنشطة المناهضة للنظام في سورية، مستخدمة القناة الرئيسة للدوحة “الجزيرة” لتعزيز المشاعر المعادية للأسد في جميع أنحاء العالم، على الرغم من صعوبة تحديد هذه الادعاءات بصورة نهائية.

انّ الحرب في سورية، بوصف الكاتب هي حرب بالوكالة، وتنطوي على رأسها الولايات المتحدة، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وتركيا وإيران، وقد بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها والمملكة العربية السعودية وتركيا، الحرب في عام 2011 من أجل إسقاط نظام الأسد، وقوبل التحالف الأميركي بتصاعد مضاد من روسيا وإيران.

غير ان تقرير ساكس لا يشير الى سياسة اغراق العراق بـ “الجهاديين” وهي سياسة اتبعتها بصورة اكثر حذرا، السعودية وقطر عبر تشجيع الجماعات المسلحة على الدخول إلى العراق ومدها بالأموال اللازمة التي تمكّن بها نفسها، بل ان الجماعات المسلحة التي دعمتها السعودية وقطر وتركيا هي ذاتها التي تفرّع عنها تنظيم داعش ودخل إلى العراق واحتل أجزاء من أراضيه فيما موّهت هذه الدول على دعمها للجماعات الإرهابية بالدخول في تحالف صوري  ضد داعش، إذ اثبتت الأيام انها لا تنوي اجتثاث التنظيم بشكل نهائي من العراق وسوريا وان بقاءه “مقلّم الأظافر” في هذين البلدين من مصلحتها.

اترك رد