الرئيسية » مقالات الطلبة » كبار تحت سن العاشرة

كبار تحت سن العاشرة

صحيفة اصوات الاخبارية /  احمد صلاح

في بلد النفط و الخيرات اطفالاً تجاوزو قهر السبعين عاماَ ، و في عمر الزهور يفترشون الطرقات و الارصفة بحثا عن لقمة العيش او لأسباب كادت لن تكون مجهولة و غامضه ..

إن أهم أسباب تسول الأطفال هو الفقر والجهل وسوء الوضع المعيشي، بالإضافة إلى الولادات المتتابعة من قبل الاسر الفقيره و الغير قادرة على تربية الأطفال و احتضانهم و السكن في مناطق مكتظة بالسكان لا تتوفر فيها الخدمات اللازمة للعيش ، حيث يضطر الأطفال تحت وطأة هذه الظروف للنزول الى الشارع، و ينتظرهم رفاق السوء الذين يؤثرون عليهم بشكل مباشر وذلك في ظل بعدهم عن رعاية الأهل، وهناك أيضا الأطفال الذين يهجرون قراهم باتجاه المدن بحثاً عن لقمة العيش وهؤلاء غالباً ما يجدون أنفسهم عرضة للانحراف والتسول والتشرد نظراً لندرة فرص العمل وانعدام الكفاءة التعليمية. هذا بالإضافة إلى ان الطفل الذي يعيش في أجواء أسرية منحلة سواء سببها انحراف الأب أو الأم لابد وأنه سوف يتأثر بها وتدفعه باتجاه الانحراف والتشرد والتسول..
شخصياَ حدث معي وبين أحد الاطفال الصغار عمرا و الكبار فكرا موقف فدار بيننا حديث مختصر جدا حيث سألته عن سبب تركه المدرسة واتجاهه الى هذا المجال فقال لي بلغة بسيطة جدا بسبب ظروف المعيشة الصعبه واضاف ايضا ان والدي وقع شهيداَ في احدى انفجارات بغداد في العام الماضي وانا الوحيد الى امي ، لم اود ان يكمل الحديث لأنني شعرت بحرارة دموعه وهي تتساقط على خديه الجميلة لكنه اصر ان يكمل ويقول ان ( عمامي و خوالي ما الهم شغله بينه وبس طلع الاربعين ماضلو يدخلون لبيتنا ) …
لو أخذنا الطفل “علي” كتجربه اجتماعيه من الواقع الكربلائي لنجد التقصير الأولي و الاساسي لأتجاه الاطفال الى هذه الظاهره و التعمق بها هي الدوله بسبب عدم توفير ظروف المعيشه الكافيه للعوائل التي فقدت مُعينُها و السبب الاخر هو الاهمال الاسري و العائلي وعدم الألتفاف حول هذه البذور الصفراء وسَقيُها بمكارم الترف كي تثمر على العكس نلاحظ العوائل دائما ما يضغطون على اطفالهم لتحقيق رغباتهم الشخصية ..
نقلا عن استاذ في علم الاجتماع لخص فيها انتشار ظاهرة التسول : ان الظاهرة تحمل الكثير من المآسي والمعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال، فهم يعانون من الفقر، وقد يستغلهم أهلهم للتربح فبعض الأسر تقوم بتسريح أطفالها ليعودوا إليهم آخر اليوم بالمال، وهناك أيضا بعض العصابات التي تخطف الأطفال وتعلمهم التسول خاصة أن الأطفال في السن الصغيرة يسهل السيطرة عليهم، والمؤسف أنه لدينا بالفعل القوانين الكافيه التي تجرم مثل هذه الأفعال لكنها لا يتم تطبيقها، و ان تلك الظاهرة تتعارض مع حقوق الطفل التي يتم إهدارها كل يوم في كل بقاع العالم ، و باختصار إننا لسنا أمام ظاهرة التسول فقط بل أمام إخراج مجرمين ساخطين علي المجتمع الذي ظلمهم …

#احمد_صلاح

اترك رد