الرئيسية » مقالات متنوعة » فنجان من القهوة  

فنجان من القهوة  

Avatar

أ.د. عباس التميمي

عندما كرمة الله نبيناً محمد (ص) من العرب دون باقي الامم ، هو بحد ذاته تكريماً لأمة التي تنطق بالضاد ، فحملها المسؤولية دون غيرها من الامم لحمل خاتمة أديناه الاسلام الحنيف ، وعندما وجدت باقي الامم أن الدين الاسلامي ينقذها من العبودية الى الكرامة والاعتزاز بالنفس وسموها دخلت أفواجاً أفواج ، فكان محمد نبي الرحمة (ص) لكل الانسانية ولم يقتصر على العرب ومن هنا ذابت العربية بمساحة الانسانية ، والقول بأن محمد (ص) نبي العرب يجرح من دخل الى الاسلام بحب محمد والعرب ، واصبحت مساحة العرب كل الانسانية فكل الانسانية عرب ، مادامت تشهد بالله الواحد ومحمد رسول الله وخاتم الانبياء (ص) ، ومن هنا فأن ديننا لم يفرق بين اسود وأبيض لا بالحقوق ولا بالواجبات ، فالكل عنده سواسية ما دام أيمانهم صادق .

ولم يكن نيننا محمد ( ص) لفئة أو مجموعة وأنما كان للكل مؤمن صادق ، ولم يكن شيعياً أو سنياً  أو زيديا أو أو أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأو ، وانما كان نموذج الانسان الذي ختم الله به رسالاته وطلب من الجميع الاقتداء به وبسنته وسماحته وانسانيته ،ونحن نعرف من خلال ما وصل ألينا من سيرته كيف وقفت قوى عضمى في التأمر عليه وعلى أمته ورسالته، ولم تكن تلك المؤمرات بالسهلة أو البسيطة بل كانت تفوق ما عليه اليوم الدول من أمكانيات عظمى في مجال التجسس أوالغتيالات .

وبعد أن أكمل الرسول محمد رسالته (ص) ، عاد الصراع الجاهلي وكأن تضحيات الرسول (ص) ذهبت هباء ، من خلال  التعلق بالقشور وترك المظمون ، واصبح الجميع يشرع بدلا من القرأن الكريم ، وترك عقلاء القوم ليتصبح القرارات المصيرية بيد ثلة لاتمد لانسانية بأي خط يربطها بها ، فأنحرفت وأستمر الصراع في المنظومة الفكرية السياسية العربية الاسلامية الى يومنا هذا ، ترى ماذا يعني لنا اليوم هذا الصراع الذي استورثناه بكل تفاصيله ليكون عبئ على مستقبل أوطاننا وثرواتنا واستقرارها ، لو كان نبينا محمد موجود الان يرضى بهذه الافعال المنحرفة الذي يقوم بها البعض من تجار الدين ؟ .

اننا اليوم يجب الوقوف لبرهة من الزمن كل من يسكن ارض العرب وخاصة أهلي في العراق ، ونتسأل من الذي جاء به الاسلام ؟ والى ماذا يدعوا ؟  وهل نحن حقأ  مسلمون ؟ وهل حقا نحن أبناء الضاد ؟ وهل حقاً أن الله جلَّ علاه أختارنا نحن العرب من بين كل الامم لحمل رسالته ؟ ولماذا نحن ؟ وهل نستحق من الله هذا الفضل ؟ أذن لماذا كل هذا التأمر على بعضنا البعض وقتل بعضنا البعض !

أذا كانت بعض من خلافاتنا حول بعض المصطلحات ( كرمة الله وجهه) وهل هناك أجمل من أن يكرم الله وجه مؤمن ، وهل هناك أجمل من أن يرضى الله عنه فصلاتنا سنوات في النهار وليل نركع لله وتصل جباهنا مقاربة لاحذيتنا حتى يرضى الله عنا ونزكي ونعطي بلا حدود ليرضى الله عنا فهنيئاً لمن يرضى الله عنه أو يكرم وجهه من بين كل الوجوه .

لنسأل لما كل هذه الفرقة وهذا الحقد وهذا القتل ، أتعرفون بدأت أجيالنا تكره الدين وكل ما يمد بالدين وتكره أوطانها وتهاجر وترضى بالعبودية ، ولا يشرفها الانتساب لأي دين ، لقد قتل بنا كل شيء،  الكل يتاجر بأسم الدين ، الكل يفصل الدين على مزاجه ، الكل يعمل بأزدواجيه مقيتة ، الكل يكذب ، الكل يتصرف بتصرف الشيطان.

لقد سأمنا من حياتنا ومن دساتير الغير مستقرة وفقدت لذة الحياة بأسم الدين والدين براء منهم ، فالدين يعني مسامحة وحب وحياة ، والابداع ، والناس يعيشون في بيت واحد ، اليوم لا علاقات انسانية تربطنا الكل خائف من الاخر ، أين أنسنيتنا ؟ كنا لا نملك شيء من هذه الدنيا سوى مكتباتنا الفقير وبعض ملابس ، وكانت بيوتنابسيطة وأدواتنا محدودة ، ولكن كان هناك حب ، كان هناك أبداع ، كان هناك  تذوق ، كان هناك أحساس بمن حولك ، أين ذهبت تلك المعاني والقيم ، هل قتلها الدين أم الذين يتسترون بالدين ؟

يجب الرجوع الى أنسانيتنا لما تبقى من العمر ، ونؤسس لاجيالنا حب الحياة ، ونذكرهم بالمعاني السامية الجليلية التي جاء بها الله في قرآنه المجيد ، ونذكرهم بمسيرة الرسول محمد (ص) ونرفع من قاموسنا أن نكون بديل عن دستورنا القرآن في تفصيل الحياة وجمالها ، فالله جميل يحب الحياة ، والابتعاد عن كل ما يسئ الى الانسان ، فدسية الانسان لا تقدر بثمن ، ونترك القشوروالمصطلحات المقدسية التي أسسها الطغاة من المنظومة القبلية ، التي كانوا يهدفون من ورائها ضعف القبيلة ليتمكنوا من السيطرة الى مماتهم .

اليوم نحن نهدر كل شيء حباه الله لنا في أرضنا من خيرات لتكون وقوت يحترق بها أبناء هذا البلد وباقي البلدان العربية من أجل ماذا صراع على رأسة القبيلة ، ليس إلا ؟

اترك رد