الرئيسية » مقالات متنوعة » على الرفوف الماجستير والدكتوراه

على الرفوف الماجستير والدكتوراه

Avatar

 

تعد دراسة الماجستير والدكتوراه من الامنيات التي تسعى لها الجامعات وتعطيها كل الاهتمام ، بل أن التقيم الجامعي يكون على هذين الشهادتين والدرجتين العلميتن ، بمعنى آخر أن سمعة الجامعة ومركزها بين التصنيف الدولي يكون على رصانة المستوى العلمي ، ومعرفة الرصانة هو قدوم الطلبة من مختلف دول العالم واستقبالهم في تلك الجامعة .

ومن رصانة الجامعة هو كثرة الدرجات العلمية بين كادرها ، في الاختصاص ، فلا يمكن لاي استاذ أن يدرس مادة مالم تكن في لب أختصاصه ، فعندما يقدم طالب للدراسة العليا ( ماجستير أو دكتوراه ) يخصص له أستاذ مختص بالمشرع أو الموضوع ويكون على درجة من التخصص به.

أما رواتب الاساتذة فيكون من تسجيل الطلبة بتلك الجامعة ، فالطالب المحلي له دف أقساط خاص لانه ابن البلد ، أما الطالب الاجنبي ، فهنا هو مربط الفرس ، فسمعة الجامعة ورصانتها هو سبب أقبال اعداد وفيرة من الطلاب الاجانب لها ، بهذا فأن ميزانية هذه الجامعة أحيانا تعادل ميزانية دولة من الدول ، لذلك فأن هذه الجامعة لاتخضع لسياسة لدولة أو من حيث تمويلها فهي مستقلة بكل أمكانياتها بل أحيانا تساعد الدولة في بعض مشاريعها ، ولا أقصد باستقلالها أنها ضد فلسفة حكمها بل المقصود بهذا ليس عالة على الدولة أي ليس جامعة استهلاكية ، بل جامعة منتجة .

أما مايخص من تخرجهم والفائدة من ذلك ، فتتركز الفائدة من الموضوع الذي يتم بحثه والاتخصص به ، يجب أن يكون له سوق عمل أي أن يعمل مفعوله في المجتمع ويستفاد منه المجتمع ، وليس للهدر ومن أجل ورقة صغيرة ندعى ماجستير أو دكتوراه من أجل التوظيف ، فالموضوع الذي لايكون له فائدة لايبحث ، ولا يضيع به الوقت . وهذا ماتفعله الجامعات العالمية الرصينة .

واليوم نحن في العراق نخرج ما يقارب ألف شخص بين ماجستير ودكتوراه ، ولكن معضمها بدون فائدة لايعمل بها ولا تدخل سوق العمل ولا حاجتها ، لذلك تركن على الرف لحاجة المكتبة العربية لها ، ودرجات الامتياز والجيد جدا بعد المناقشة على فلس ، بل عندما تعطي جيد يتعالى البكاء والعويل وأحيانا يتم التقاول مع الاستاذ قبل المناقشة على درجة الطالب ، والاستاذ الذي لايعطي درجة ألا بستحقاق الموضوع لا أحد يرغب من أقسام جامعاتنا بقدومه في مناقشات رسائلهم لكونه استاذ مجد وشريف وحقاني .

السؤال هنا الى مدى أي مدنا أستفدنا من الدراسات العليا ؟ وما قدمته الدراسات العاليا للبلد ؟ الاموال الطائلة التي تبذل لأجلها ؟ لقد أمتلأت القبور بالشهادات العليا ، وأمتلأت عناوين البيوت وهي تعلق على بيبانها البائسة الدرجات العلمية لأصحابها ،

أننا اليوم نعاني من تخمت هذه الشهدات التي ترفض أن تبدع أو تعمل لها مشاريع ترفع من مكانة البلد ودخول الاموال له ، بل هم الخريج هو التعين وترك كل ما تعلمه أو الهجرة بشهادته التي لاتشكل عند الاخر سوى ورقة مكتوب عليها دكتور ، لانه لا يهمهم ما مكتوب بل ما تفعله وتبدع به وتنتجه وتفيد به المجتمع والانسانية .

اليوم نحن بحاجة أن تكون دراساتنا لصالح المجتمع وفائدته ، لا أجل العنوان الشخص وتعينه ، ولا لغرض ملء رفوف المكتبة واحتفل الاتربة بها أو نوم الفايروسات بها التي تثير الحساسية عند فتحها . كذلك نأمل أن تكون هناك جامعة مختصة بالراسات العليا تضم خيرة الاساتذة وبكافة الاختصاصات ، وتكون مواضيعها مع متطلبات سوق العمل ونهضة البلد ومن أجل استقطاب الطلبة من كافة الدول ، وعودة العراق الى الرصانة العلمية التي كان يتحلى بها في الشرق الاوسط ، فكل الطلاب العراقيون الذي يدرسون في خارج العراق يتفوفون على كل الجنسيات وهل يدل على جدية الطالب واساسه القوي والصلب الذي تلقاه في الوطن من الدراسات الاولية التي تعد الاساس للدراسات العليا .

المطلوب منا أن نفكر بأعادة التفكير بالدراسات العليا فهي لم تعد عليا فهي في الدرك الاسفل ، على الرغم من وجود كافة الامكانيات للابداع وتوفرها ولكن القائمين عليها وعلى استراتيجيتها هم في وادي والدراسات في وادي ،يجب أخذ هذه الكارثة بجدية والوقوف عليها ومعلجتها بامانة وصدق ووطنية ، وان لا تتحول دراساتنا الى تجارة أو عناوين فارغة لا يفقه من يحمله شيء سوى كلمة دكتور وما اكثرهم . images (2)

اترك رد