الرئيسية » مقالات متنوعة » ثورة الغربال

ثورة الغربال

Avatar

تنزيل       يشكل العراق عبر التاريخ همزة وصل بين الشرق والغرب من خلال ما أثر في المنظومة الانسانية وأضاف لها الكثير من القيم التي ما زالت تنعم بها الى يومنا هذا ، من خلال الخزين الكبير الذي أنتجه أبناءه في مختلف العلوم والمعارف ، التي أصبحت مصادر يمكن الرجوع أليها في تقويم المسيرة الحياتية الانسانية ، لهذا فأن للعراق مكانة خاصة بين العوالم المتحضرة وهم يدركون ما يشكله العراق من أهمية في أستقرار العالم بأكمله .

لهذا فأن ما مر به العراق من أحداث هائلة وكبيرة ، أثبت بالصميم أهمية العراق على الساحة العالمية ، فأن عدم أستقرار العراق يعني عدم أستقرار العالم بأكمله ، والتجربة مازالت أمام الجميع منذ عام 2003 الى يومنا هذا .

اليوم أنتفض ابناء شعبنا أستمرار لانتفاضاته المتواصلة عبر السنون التي سبقت هذه السنة بعد الاحتلال الامريكي ، لوضع حد للهدر في كل أمانيات البلد لتصحيح المسار الوطني وأعلاء كلمة الوطن واستقراره والحفاظ على ممتلكاته غاية الكل من الشرفاء ، لذلك لم يبق أمام من له بقاء ذرة من الكرامة والغيرة على بلده إلا أن يقف موقف شريف من هذا الغير منظم والمخيف وعدم المرئي والضبابي لمستقبل الوطن .

وهكذا تجسدت الغيرة في رجل عرف عن جذوره  ترفض الاستهزاء بمقدرات الشعب والعراق فأنتفض صدر العراق ليضع حد لمهزلة طال أنتظارها ، فأخذ بنفسه أن يسكن بقرب أبواب السلطان ليوصل صوته مع شعبه ،  ليقول : كفى استهدار ومهزلة بهذا الشعب ، وكفى أن تحولون شعبي الى دمى لتلعبوا بها ، وكفى  أن تساعدوا هولاكو و ترموا بمعرفتنا وثقافتنا وتاريخنا وأبداعنا في نهر دجلة .

أين العراق ؟ اننا لا نحس به وكأنه يحتضر بين أيدي مخمورة ، أصبح وطني أضحوكة الاوطان ، غادره كل شباب الريان ، لم يبقى سوى الشيوخ والكهلان والاطفال والانساء ، وطني بات معطل الانجاب ، فشبابه غادره ورحمه متيبس لا حياة فيه .

اليوم ننتظر هذا المنعطف الذي يجدده صدر العراق والشرفاء من الوطنيين ، من خلال رفعهم شعار الانسان المناسب في المكان المناسب الذي لاينتمي سوى للعراق لاغيره ، من خلال غربلة الغث والسمين في غربال العراق ليصفى مستقبله الذي هتكه من زنة أمه به ، فلو كان يحمل الشرف الرفيع والسموا والغيرة على وطنه لما وصل حال وطني الى التسول والخجل من نفسه .

أننا اليوم نضع ثقتنا ومستقبلنا بيد هؤلاء الشرفاء لينقذو  العراق  من هذه الاسمال المخجلة التي لا تعرف سوى التسكع والانسلاخ وحلمها الموت خارج وطنها لانه لايعني لها شيء .

كل الحب والاحترام لمن ترك كل شيء وجاء لينقذ بلده وهو يجلس في خيم الاعتصام بالقرب من ابواب السلطان ويتحمل الريح والامطار وكلمات وايهانات الجلاوزة والمستفيدن من جثة وطني العاري الجسد المطعون ألاف الطعون بسم هؤلاء . وسيذكرهم التاريخ بكل فخر واعتزاز .

اترك رد