صحيفة المنتصف تصدر عن قسم الصحافة بجامعة أهل البيت عليهم السلام
اخلاص داود
عن بائع (شعر بنات) اتكلم….
ابو كوثر رجل ثلاثيني العمر له من البنات ثلاث والأولاد اثنين يملك ستوتة الذي يراها من الوهلة الاولى يتذكر مرض الجدري وما يفعله بجلد البشر لقدمها وتغير لونها يدور بها لبيع الشعر بنات ويحمل معه مكبر صوت ليردد له مامل صوته وبح من ترديده .ابو كوثر يحمد الله أنه ورث من ابيه خمسين مترا اقتطعها من بيت أهله وبنى عليها مشتمل صغير فهو وبحسب قوله لايستطيع شراء او أيجار بيت رغم عمله اليومي المتواصل. ابو كوثر اذا وصل محصوله في اليوم الى عشرة الاف فهذا يوم سعده وهناه, ويقول انا لم أفكر الى يومنا هذا أن اشتري كيلو لحم كوجبة غذائية واحدة .
فما زلت أراها حلم بعيد أو تبذير!!
ابو كوثر عراقي أصيل خدوم ويحب الخير لكل الناس ويؤدي صلاته في أوقاتها, عاش طفولته يتيم لأب فدى نفسه للوطن وقضى شبابه يتيم من حياة الترف والنعيم, كونه لم ينتم الى حزب أو تيار ولم يتملق او يعطي رشوة ليحصل على عمل, يمكن قلة حيلة او خوفاً من الله المهم هو وبحسب قوله: لم اذق لا من نفط ولا اموال العراق بحلالها وحرامها,وعشت مظلوم بأرض اول من نودي بحقوق المظلومين منها والقضاء على المفسدين في الأسلام., ابو كوثر صاح بصوت مقهور حمل مأسي السنين وعذابها وعبارة (الله اكبر )خرجت من فمه معلقة بها كل توسلاته وأمانيه بالله المنقذ القادر, بعد سماعه أن مجلس محافظته (كربلاء)استورد اكثر من (50)سيارة نوع (جكسارة تويوتا)وبمواصفات خاصة.يصل سعر الواحده منها الى(60,000) دولار
من اين جاءت والى اين تذهب الله اعلم؟؟
وردة فعله لا تختلف عن ردة فعل المتظاهرين الذين حملوا لافتات امام مبنى مجلس المحافظة كتب عليها (الفقراء أولى بهذه الأموال من نزواتكم ) و(إن لم تستحِ فافعل ما شئت) مذكرين بأن هذه المبالغ الضخمة كان من الأولى أن توزع على الشباب العاطلين عن العمل بسبب الظروف الصعبة التي تشهدها الدولة ويعيشها المجتمع الكربلائي أو تصب في خدمة شبكات الكهرباء والطرق والماء والمجاري التي تشكي من التاكل وعدم الصيانة والتجديد أو توزع على الفقراء الذين يعيشون في بيوت الصفيح بأحياء تعد ضمن مركز المحافظة أو دفع اجور عمال العقود الذين يعملون في بلدية كربلاء ولم يتقاظوا اجورهم, لكن وعلى ما يبدو أن حكومتنا قد طبقة مقولة فريدريك الأكبر أعظم ملوك روسيا حين قال:”قد أنتهيت أنا وشعبي إلى إتفاق يرضينا جميعاً, يقولون ما يشتهون وأفعل ما أشتهي “.
