الرئيسية » مقالات متنوعة » (بايوف).. وفوضوية العراقيين

(بايوف).. وفوضوية العراقيين

Avatar

اخلاص داود

من بطون التاريخ نتعلم ونستفد ولنا منها العبرة والتجارب, والثورة الفرنسية التي مثلت أول عقائد الفوضوية, وطبقت مبدأ الرفض لكل أشكال السلطة المركزية, مؤكدة أن العنف بأعلى درجاته يحقق الكثير من مطالب الشعب, هي خير درس وتجربة والمثل الأعلى للشعوب المظلومة وللحقوق المنتهكة ومنارة للحرية والمساواة, ومن كتاب (تآمر المتكافئين ) للكاتب (بايوف) اشهر رواد الفوضوية وصاحب نظرية فلسفة العنف الذي أكد فيه أن قيام فئة مختارة من المواطنين لقيادة الجماهير بالعنف خير وسيلة لانجاح ثورة اجتماعية تؤدي الى مجتمع مساواة وكسب حقوق الشعب, نستطيع القول متأكدين أن من هذه التجربة وهذه الفلسفة وما يمر به العراق قد أحلت على العراقيين الفوضوية شرعاً وقانوناً.

بسبب ما نراه من السياسيين الذين من اجلهم تزينت اصابعنا بالحبر البنفسجي، لكنهم عاثوا بممتلكات البلاد كلها من بدون رحمة او وازع ضمير, فضلا عن الويلات التي شاهدها وعاشها العراقيين والتي يضيق بها مقالي هذا, يعود أولا وأخيرا للأداريين المهملين وغير الكفوئين الذين نهشوا جسد العراق وكل خيراته المتواجدين بكثرة في مؤسسسات الدولة كلها.

وآخر تلك المشاهد ماحدث في البرلمان العراقي من (هرج ومرج)، وتشابكهم بالأيدي وتراشقهم بالألسن اثبتت لنا أن الضمائر المصدوعة والمخدرة بحلاوة المكاسب وشهوة الأنانية لايمكن أن تقدم خير لهذا البلد, والاعتصامات والمظاهرات التي قامة بهاالعراقيين هي كـ(الهواء في شبك) رغم طمأنة بعض البرلمانيين والمحللين السياسيين في وسائل الأعلام، وقولهم أن وراء هذا الجدل القائم والأشتباكات والأعتصامات نتائج جيدة وستنجلي الغبرة ويظهر مستقبل عراقي واضح ومعافى.

فهل يعقل هذا؟؟وهل هذا القول يصدقه عراقي؟؟

وهل يضمن العراقيين مطمأنين أن البرلمان سيشرع قوانين وأحكام تعيد للحق استقامته الذي مضغهُ فكي الفساد والطمع ؟؟؟

اترك رد