الرئيسية » التقارير » الشلل الدماغي …. وحلم طفل بدأ يتحقق بـ(جلسة ثم متابعة ثم فرحة)

الشلل الدماغي …. وحلم طفل بدأ يتحقق بـ(جلسة ثم متابعة ثم فرحة)

بقلم / احمد نايف

يُحلِق كطائر ألنورَس ْ ألجميِل في سَماءٌ صافية لأيام مشمسة ويلعب ويمرَح على رمالً لشاطىء أزرق صافً يبعثُ الأمل ْ… يستمد منها القوة وتحتويه تغذيه بعذوبه روحها وترويه هذا هو الطفل في رحم امه
وبعد تسعة أشهر يتوقف الحلم ويستيقظ بصرخة اعتراض على واقع جعله عاجزاً غير قادر على الحركة لمستقبل مجهول وعجزت إلام على عجزهِ وبكت لبكائه…
فهل يبقى بدون أمل المستقبل ؟ ام هناك من يعملون على إرجاعه
هل سيجري ويمرح ؟ أم هناك أيادي ترعاه وتبعث الأمل
دعونا نلملم آهاتنا وأحلامنا وأحلام الطفل الصغير (عبد الله احمد) طفلا ولد عاجزاً وحلم بدأ يلوح في أروقة وصالات مركز وضع منتسبيه طاقاتهم ليحققوا حلم كل عاجز…

أدخل الطفل عبد الله احمد إلى مركز الحمزة التخصصي لتأهيل المعاقين لأول مرة قبل ثلاث سنوات وسجلت حالته في شعبة البحث الاجتماعي كعاجز للإطراف السفلى والعليا وتم تحويله لوحدة تأهيل الأطفال صالة تأهيل الشلل الدماغي

– الشلل الدماغي… ومؤشراته
ولتبيان ماهية الشلل الدماغي بين مدير مركز الحمزة التخصصي لتأهيل المعاقين الدكتور عقيل صادق عبد الحميد بانه: إصابة الدماغ في وقت تكون القشرة الدماغية المسئولة عن الحركة غير مكتملة النمو وتحدث هذه الاصابة إما داخل الرحم أو خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل وعن حالة الطفل عبد الله وخاصة بانه مصاب بشلل دماغي من النوع التشنجي ذكر عبد الحميد بانه: ينجم عن إصابة القشرة الدماغية ويشكل 65٪ من إصابات الشلل الدماغي ويتميز بوجود صلابة وتيبس وتقلص في العضلات مما يودي إلى عدم تجانس الحركات وكثيرا ما تصبح الحركات بطيئة وتختلف درجة التيبس بين مصاب وآخر لكنهم يتشابهون في وضع الجلوس وحركات محدودة ذات طابع واحد تودي مع مرور الوقت إلى تشوهات قواميه كانحناء الظهر وثنى الركبتين والأصابع وعند سؤالنا عن المؤشرات والإعراض التي تبين الإصابة لخصها بــــ(زيادة توتر و تقلص العضلات عند الطفل و تكون أول علاماتها تطبيق اليدين عند الطفل مع ضعف و عدم تماثل حركات الرفس في الرجلين، كثرة الحركات الا ارادية عند الأطفال و تشمل كثرة حركة اللسان والأصابع إلى باق الأطراف سواء كانت حركة سريعة أو بطيئة، ارتخاء الجسم و ضعف التحكم العضلي ومن أولى علامات ذلك عدم قدرة الطفل على صلب الرأس، التأخر الحركي عند الأطفال ويشمل (تأخر الجلوس –التقليب- الوقوف- المشي)

– عمره سنتان و عاجز عن الحركة والسير
خلال سؤال مسؤولة صالة تأهيل الأطفال المعالجة الطبيعية (كوثر عبد الله) عن حالة الطفل عبد الله أوضحت (انه تم استلام الطفل عبد الله احمد بعمر السنتان وكان غير قادر على السير والحركة والطبيعية للإطراف السفلى والعليا

– إجراء التمارين واستخدام الأجهزة وسيلة للعلاج
حيث بينت المعالجة الطبيعية (ذكرى خليل) إحدى أعضاء الفريق المعالج بانه: تم إجراء التمارين التالية (تمارين الوقوف، تمارين تقوية الإطراف العليا والسفلى، وتمارين المشي) وأيضا تم استخدام (أجهزة الوقوف، والحجلة، والمتوازي، والسلم المعلق) في مراحل علاج الطفل عبد الله والتي ساعدت على تحسن حالته بصورة جذرية بالإضافة الى المراجعة الدورية والمستمرة لجلسات العلاج الطبيعي جميعها ساعدته على السير والجلوس واستطاع ايضاً من الوقوف بمفرده بالاتكاء

– دور الأهل في تحسن الحالة
ولأهمية دور الأهل في هكذا حالات بينت كوثر عبد الله بانه(بفضل مساعدة الأهل ووعيهم وإدراكهم لفائدة الجلسات الدورية والمنتظمة وإتباعهم جميع إرشادات الفريق المعالج ساعدت في سرعة الاستجابة للعلاج وتحسن الحالة) حيث استطاع الاعتماد على نفسه أكثر فأكثر في الطعام والشراب والمشي بمساعدات المشي بمفرده

فالطفل عبد الله احمد اليوم أتم الخمس سنوات من العمر والثلاث سنوات من العلاج والمداومة على التمارين ليكافح هو والفريق المعالج المختص في مركز الحمزة لنيل الحلم المنشود وحتى وان وصل لمنتصفه فلابد من بلوغه
فعبد الله ليس واحد وان اختلفت الأسماء والحالات ولكن عبد الله وأهله أدركوا ضرورة العلاج والمداومة على الجلسات

فمشوار الالف ميل يبدأ بخطوة… والحلم هنا يبدأ بجلسة للعلاج و رعاية أيادي حريصة لبلوغه

اترك رد