الرئيسية » مقالات الطلبة » الحياة وتجاربها

الحياة وتجاربها

الحياة وتجاربها

سيف الدين الزاملي

(لا حدود لقسوة الحياة وتجاربها) هذه هي الحقيقة التي لا تقبل الجدال فلا تتوقع لنفسك ان تعيش في الجنة ونعيمها ما دمت تستنشق الألم.

سوف تبقى يوماً بعد يوم تخرج من تجربة الى اخرى ومن امتحان الى اخر وتجارب متعددة منها مريرة ومنها سعيدة ،والامتحانات بأنواعها واختلافها وباختلاف تعاملك معها في كل الانواع لن تكون انت الخاسر وان بدا لك ذلك في وقتها ،قد تخسر مال او وضيفة او صديق عزيز لكنك لن تكون بعد التجربة مثلما كنت قبل او هكذا يجب ان تكون .

للأسف لا تجد هذا عل ارض الواقع لأنك لا تجد من يمرون ببعض التجارب القاسية يستسلمون وينهارون من اول جولة مثل هؤلاء لم يدرون يوماً الماهية الحقيقية للحياة وان حياتنا ماهي الا مجموعة تجارب متعاقبة تنتج عنها الخبرة التي تمثل تجسيداً لشخصيتنا وكيفية تناولنا للأمور في المستقبل.

كلما مررت بتجارب اكثر في حياتك ازدادت خبراتك الحياتية واختلفت نظرتك في تناول الامور ،واصبحت اكثر نضجاً في معالجتها والوقوف امامها وكن على يقين ان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء ابداً وعلينا نحن ايضاً التقدم معها في حركتها بلا تعجل او تهور فأن الدنيا لا تقف على شخص في وقت استسلامه، فالحياة لم تقف عند انهيار حضارات عريقة ولم تتوقف بموت الانبياء ولا تتوقف عند الصراعات والحروب الدموية لم ولن تتوقف الحياة يوماً لفقدان شيء مهما علت قيمته او شخص مهما بلغت منزلته.

انه الحاضر والحاضر فقط الذي يجب ان نعيشه وبكل قوة لأنه كل ما نملك من طاقة ايجابية نحو التغيير.

ان طريقة تناولك للأمور وكيفية مواجهتها هي الوحيدة التي ستحدد مستقبلك وهي الماضي الذي تسترده في المستقبل لأحفادك عندما تصبح هذه التجربة من ذكريات الماضي .

تحل دائما بالشجاعة والصبر وتعقل دائما في كل امور حياتك ولا تغلب ابداً قلبك عل عقلك فيختل ميزان حياتك، اعتمد عل نفسك فهي الوحيدة التي تملك كل مفاتيحك وتعرف على نقاط ضعفك وقوتك.

فهي الوحيدة التي تعرف ماضيك بكل تفاصيله وتتمنى لك مستقبل افضل بكل اخلاص فألاف الاشخاص الناجحين الذين وقفوا في وجه الظروف المعاكسة وحولوا فشلهم الى نجاح لم يتركوا لنا ادنى حجه في ان نفشل او ان نضعف ابداً من جديد وخوض التجارب متحلياً بحكمة لقمان وصبر ايوب ولا تخرج منها خاسراً ، مما سيجعلك تتباها في المستقبل بما تملك من خبرات لم تكن في الاساس الا تجارب مريرة في وقتها.

وفي النهاية تبقى لي كلمة: اذا لم تواجه الصعاب في حياتك ولم تمر بالتجارب حلوها ومرها فكيف يكون التمييز بين السراء والضراء وكيف ستشعر بالسعادة بعد الشقاء.

اترك رد