الرئيسية » ثقافة وأدب » الإله الثائر

الإله الثائر

الإله الثائر

ينهض فيركض لاهثاً وحيداً مكراً على أعدائه بعد ان استشاط غضباً وغيضاً وألماً ومعاناة ؛ وبعد ان خذله كل المحبين والمريدين والأنصار من شعبة ، فقد الأمل كل الأمل والصبر كل الصبر فقد طال الأنتظار ، فما عادت مياه دجلة والفرات العذبة الباردة تثلج قلبه الملتهب كما كانت دائماً ؛ يتقدم بعزم وقوه ماسكاً منارتاً بيمينه وصليباً بشماله ، راكباً على ظهر أسدً بابلي ، متخذاً من نصب التحرير درعاً واقياً ومن سعف النخيل وليفها لباساً ومن سيقانها مشاعل يجلو بها الظلام الحالك ليبصر شمساً مشرقةً في سمائه ؛ قاتلاً وساحقاً لأعدائه بضربة منارة وطعنة صليب ؛ يجوب الأرض جنوباً وشمالاً غرباً وشرقاً فلم يجد أعداءاً أخرين ، فهو ببساطة قد أحرق تلك الساحرة العاهرة بعد أن قسم ظهرها وفصل رأسها عن جسدها ، فطالما قد كانت سبباً لمعاناته و جروحهِ النازفة وذرف الدموع على أحبته وقلبه الذي يقتطرُ دماً ، انها تلك المسماة بالخضراء ؛ ها هو يولد من جديد بمجد بابلي ، وحضارةً سومريةً أكديةً أشورية ؛ مازجاً لسلاسل جبال هلكورد ورمال الصحراء الغربية متخذاً منها درعاً حصينناً محاطاً بخندق مملوء بمياة عيون كبريتية مشتعلة ؛ متخذاً من شرائع حمورابي منهاجاً له ؛ ينظر بعين كلكامش طامحاً للخلود الأبدي وكأنه لن يموت أبدا ؛ وها هو يرقص على ظهر مركب شراعي أسموه شط العرب ، محاطاً بمياه دجلة يميناً والفرات يساراً ؛ يتراقص كالمجنون فرحاناً مستبشراً على الحان ناي شمالي وعود بغدادي ودف جنوبي ، فكل تلك الألحان أمتزجت لتكون سنفونية الحياة ؛ لك المجد أيها العراق الثائر ، لك المجد .

اترك رد