الرئيسية » مقالات متنوعة » إلى التائهين في العالم الأفتراضي

إلى التائهين في العالم الأفتراضي

Avatar

 

اخلاص داود

هي تكتب ما تشعر به بحرية. وبصبر وعناية ترتب مفرداتها لتنتظر ردود افعال صديقاتها بشوق.

هو يعطي رأيه لكل ما ينشره أصدقاءه ويغور في نقاشات تأخذ من وقته الكثير.

في حين هي توصف لهن بدقة متناهية كل ما تجده مثيراً من البسة أو طبخات أو مواد تجميل.

هو ينقل لهم مايراه ويسمعه من الأخبار المحزنة والمفرحة والطريفة بتفاصيلها الدقيقة .

هي ترد بلطف كبير ومشاعر حب (حبيبتي, فديتك, عزيزتي, عمري…الخ ).

وعبارات السعادة والارتياح لا تفارق فاه (عزيزي, حبيبي, ياغالي…الخ(

انه لطيف ورومانسي مع صديقاته فـ (سيدتي الرائعة, مرورك البهي, انت الأجمل, ما اروع مرورك…الخ) يكتبها بكل زهو.

هو لا يتفوه بهذه الكلمات لزوجته….

هي لا تفكربكلمات لطيفة تدغدغ مشاعر زوجها…

والذي بينهم حوار مصلحة ونقاش بارد وإجابات مقننة….. فهم اسيري التواصل الاجتماعي … ملاذهم الوحيد وأنيسهم……

وشيئاً فشيئاً ومن بدون أن يشعروا اصبحت حياتهم واهية وبيتهم كالفندق يسكنه

الغرباء. والفاصل أولادهم الذين فقدوا الجو الأسري واصبحوا كشجرة قطع عنها الماء, مشاعر ميتة وأفكار مظلمة وظنون موحشة, وحالة تذمر وضجر مستمر…

فلا حنان أسري يغذيهم ولا ضحكات العائلة يبهجهم ويرويهم، ولا نقاشات أبوية

تسليهم…. هذه المشكلة هي الناقوص الذي يدق في بيوت كثيرة اليوم وخطورتها

كالبركان يستطيع تدمير مجتمع بأكمله ويخرب بلاد كبيرة….لذا نريد أن نغترف

من بحر ديننا السمح وتعاليم رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام النصح

والأرشاد ونذكر التائهين بالعالم الأفتراضي: أن الله قد خلق الذكر وفيه استعداد

فطري ليكون أباً راعيًا وروؤفاً بأهله ، كما خلق الأنثى ومعها استعداد فطري

لتكون زوجة وأماً حانية ومسئولة برعاية زوجها وأولادها بصبر ومحبة, فلا

تقتلوا هذه الفطرة التي فطركم الله عليها بمباهج الحياة والتكنلوجيا…. ولا تنسى

أيها الزوج أن أول حق للزوجة عليك هي العشرة الحسنة فهي أساس اطمئنان

النفس ويتضح هذا من خلال قول الله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) وحسن

الاستماع لزوجتك ومحاولة تفهم كل ما يجول في عقلها هو ركناً أساسيا من

أركان الحب، فمهما قدم لها من حقوق، وكنت فظاً معها ومهملاً لمشاعرها

وأفكارها فأن الاطمئنان النفسي والارتياح سيبقى مفقوداً بينكم….. وعلى الزوجة

مثلما على الزوج فلا يغرك العالم السحري فهو سلاح ذو حدين يقرب البعيد ويبعد

القريب عنك …ويأخذ منك أكثر مما يعطيك فلا تبعدي عن زوجك وأولادك

وتهملي هذا الواجب الألهي الذي شرفك الله به وجعل الجنة تحت أقدامك… فعن

طريق الحديث اللطيف وعذوبته تجعلين زوجك يأنس لكلامك, وإشعاره دائما بأنك

مهتمة بأموره ومستمعة جيدة لكلامه, ستكونين انت صندوق أسراره وركن

الراحة الذي يلجأ اليه دوما…..ومن بستان الشمائل المحمدية نختم كلامنا بقول

 

اترك رد