صحيفة المنتصف تصدر عن قسم الصحافة بجامعة أهل البيت عليهم السلام
اخلاص داود
لقد فقد أغلب شبابنا منذ زمن العقل الناقد والمبدع والذي هو اساس التنوير وبه يتكون الاصلاح الفكري!!! , وأخذ يتدرج مجتمعنا عامة وشبابنا خاصة بأغلاق الفكر وباب الاستنتاج والتأويل والنقد والتساؤل,حتى اصبحت الأغلبية بعيد كل البعد عن البحث والمعرفة, ولسنا بصدد الاختراعات والاكتشافات العظيمة أو الابداعات الفكرية, انما نتكلم على المسائل البسيطة اليومية .
مثلاً مانراه من شبابنا الذي أصبح همه الأكبر أمتلاك احدث الموبايلات لكنه لايكلف نفسه بالبحث عن كيفية صناعة الموبايل أو من أخترعه أو ماهي أدواته رغم قضاء معظم وقته بأستخدامه,والبحث عن أفضل الشامبوات والدهون والجل دون الاهتمام كيف أومن اية المواد صنعت حتى ان البعض لا يرى مدة صلاحية المنتج . رغم ان العالم اصبح بين أيديهم وبضغطة زر يستطيعون الحصول على اي معلومة
وأذا دخلت على صفحته الشخصية لا تجد تعبير أو مقالة أو قصة أو أبيات شعرية أو حكمة أو موقف هادف هي من أبداعته ,وأنما مجرد صور واشعار مكتوبة ومرتبة سواء كانت بالفصحى أو العامية ويقوم هو بعمليةcopy-paste)) وكلهُ فرح وسرور بهذا الأنجاز العظيم ,ولعمري حتى المعلقين المعجبين بمنشوره من اصدقائه,يخونهم التعبير لضيق أفاقهم وضعف خيالهم فايلجأون لكلمات متداولة بكثرة بينهم مثل ,رؤؤؤعة أو جمييييلة أو وااااو و.
وهذا ما أسماه الفيلسوف مراد وهبة بـ(كسل الفكر) الذي جعل عقول اغلب شبابنا مخدرة ومستريحة لا يحفزها لكسب اي علم او معرفة , , وهذا دفعهم لركن جميع متغيرات حياتهم ومشاكلهم بحلالها وحرامها الى المشايخ والأهل, و الكسل الفكري قد طال حتى أبناء المثقفين (النخبة )من أساتذة واطباء وكتاب …الخ.
ولهذا نحن لا نرى أبداع جماهيري مثل( اليابان ) وأنما هناك ابداعات فردية هنا وهناك لكننا نعول على هذه الشريحة من شبابنا الواعي الذي هو عماد المجتمع وسبب تطوره وجسر النجاة وأن كانت فئة قليلة.
