الرئيسية » مقالات متنوعة » أعداء الأمس أصدقاء اليوم

أعداء الأمس أصدقاء اليوم

Avatar

لا شك أن حياة الناس وخلجاتهم لا تسير بمسار واحد أو متشابه ، ولان الله جل علاه جعل هذا الاختلاف في الامسجة وما تؤثر العوامل الخارجية من مناخ وموقع جغرافي وما يستو ره الناس من جينات من الاباء والاجداد سواء كانت هذه السلوكيات أيجابية أم سلبية ، في تؤدي الى عدم المسار الواحد أو المتشابه ولعل السبب هو عدم الملل والضجر ، وهكذا فأن هذا الاختلاف هو من نطلق عليه الحياة في كل متناقضاتها .

فيقال لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم ، وذلك لوجود المصالح المتضاربة بين البشر ، فالكل يسعى الى مصلحته ، ونجد هذا الامر في أقرب المساحات التي نعيش بها هي بيوتنا وما يحصل بين الاخوة من صراع وتوافق .. فكيفما بالأخرون الذي لانمد لم بأي صلة سوى صلة العمل بكافة أنواعه ، فهؤلاء تجدهم تارة مع الباطل يساندونه لان مصالحهم تقتضي مساندته وهم يعلمون أنه باطل ، أما مسانتدهم للحق فيكون ضعيف بل معدوم ، لان بمسانتدهم أياه يعني خسارتهم الدنيوية أما خسارة الاخروية فليس فس قاموسهم .

ولكن بعد أن يذهب صنمهم الاكبر لهولاء الين ينعقون مع كل ناعق ، يتبدلون بدرجة 360 درجة ويتكلمون عن الحق وشرعيته ومسانتدته وهم بأمس يصفون مع الشيطان ويضربون الحق عرض الحائط ..  وتنفتح شهيتهم نحن صنمهم الجديد ويبدؤن بتقبيل أقدامه وهم بالامس يحكون له شبكة لا يمكن النفاذ من ثقوبها من التأمر والاستهزاء وتطبيق عليه كل دساتير قوانينهم المزاجية الباطلة .

مثل هذا النموذج نجده اليوم في دوائرنا عندما تتحول تلك الدوائر الى خانات من العاطلين من شرف المهنة يرسمون مستقبل الدائرة بما يخدم مصالحهم ويأتون بالضعيف والمجنون ليولونه عليهم ويمسكون لوحة السيطرة لتسيره على هوائهم ، وعندما يصحوا من غفوته ويبدأ بملاحقتهم ينقلبون عليه ويصبحون من ألذ الاعداء ، فبلامس  كانوا أصدقاء واليوم أصبحوا أعداء أما المظلمون من هذه المعادلة فيتقرب لهم ا لاعداء الامس ليكونوا أصدقاء اليوم .

واليوم كل الاعداء أصدقاء ، نتبارك لهم في مناسباتهم ، ونقبلهم عند قدومنا الى دوائرنا كل صباح ، ونتبادل الحديث الشيق بعد أنقطاع طويل وكأن شيء لم يكن قد صدر من أعداء الامس ، ولكن سؤالنا الذي يمكن طرحه هنا ، هل يوجد حب وأحترام حقيقي بيننا ؟ ام هو مجرد تمشية أمور ليس إلا ؟ أما كلانا منافق وكذاب وليس له مبادئ يتمسك بها ؟  أم أن مستقبل أولادنا وعوائلنا ومعيشتهم تتطلب منا أن نجاملهم ونستمر معهم ؟

أنها الحياة التي نعيشها اليوم في عالمنا العربي حياة بلا كرامة ولا حياء ، عندما نخضع لقانون هؤلاء المنافقون الذين لايمتلكون من فقه الحياة سوى الطعام والجنس وجمع أموال الحرام  ليسكنوا في بروج الحياة التي أقيمت على أجساد من وقف بوجههم وصدهم وفضحهم من سرقة أموال الناس ، فسحقوهم ليكونوا سماد حدائقهم وورودها .

اترك رد