الرئيسية » مقالات الطلبة » أحكام ما أنزل الله بها من سلطان

أحكام ما أنزل الله بها من سلطان

أحكام ما أنزل الله بها من سلطان

في ظل انتقاد العالم لممارسات “داعش” المتعلقة بسبي النساء والاتجار بهنَّ ، يظهر لنا زواج بمصطلح جديد يسمى ( زواج الفصليه ) وهو على عكس مظاهر الفرح التي تعم مراسيم الزواج بين محبوبين أو عاشقين أو قريبين، حتى وإن كان زواجاً تقليدياً فــ
(الفصليّة ) تكون عادة ً هي تلك المرأة التي تعطى , وفي كثير من ألأحيان عنوة ً الى أهل المقتول , والمقتول قتل في أي حادثة كانت في العراق وتعطى هذه المرأة المسكينة على أن لا يهدر دم القاتل أي كدية الى عائلة القتيل … وفيها تفاصيل كثيرة …
منها أن المراة الفصلية ( طبعاً يُعقد عليها عقد زواج شرعي ) لايُأخذ رأيها في الرجل الذي تعطى له كدية أو ( فصل ) وعليها أن ترضى بأي رجل تُقدم له وذلك حتى لايُقتل أخيها أو أبوها أو أبن عمها … وعادة يكون الرجل كبير السن هذا الذي يتزوج ( الفصليّة ) نكاية وأذلالاً في أهل البنت …
ومنها أن ( الفصليّة ) قد تطلق بعد يوم من زواجها لأذلال أهلها , وغالباً ما تعامل هذه المرأة البائسة والغلوبة على أمرها بقسوة شديدة حتى في يوم زواجها الذي أُرغمت عليه … وأذا لا يريد الرجل طلاقها فليس لها حقوق الزوجة العادية , فللبنت المتزوجة وحسب العادات المعروفة لها الخلوة بزوجها سبعة أيام أو ثلاث أيام حسب عادات بعض المناطق ولكنها ( الفصليّة ) ليس لها إلا ليلتها وفي اليوم التالي يجب عليها الخروج الى العمل في الحقل أذا كان أهل زوجها يسكنون القرى وألأرياف أو يجب عليها العمل في البيت صباح زواجها ولا تُخدم من قبل أخت أو أم الزوج …
وغالباً لا تكون هنالك حفلة زفاف بل فقط أعلام بزواج فلان على فلانة بنت فلان القاتل …
وكذلك تُهان هذه المرأة على أقل خطأ ودائماً ما تُنادى بالفصلية ( شنو عمي أنتي كلج فصلية ) يقولون لها هذه الجملة التي قد تكون حفظتها وعلى مر الزمن قد لا تبالي لها … وتُهان ( الفصليّة ) من كل عائلة الزوج من زوجته ألأولى أو أمه أو أبنه أو أخته أو أي طفل موجود في بيته … وعليها أن لاترد عليهم وأذا ردت مرة ما فياويلها منهم … قد تلاقي الضرب المبرح ولا أحد يمكن له أنقاذها منهم إلا الله …
وكذلك لايُسمح ( الفصليّة ) لها بزيارة أهلها إلا مرة أو مرتين في العام هذا في القرى وألأرياف أما في بغداد والفرات ألأوسط فيمكن أن يكون الوضع أقل تعقيداً ولكن يُسمح لعائلتها بزيارتها وغالباً ماتزورها أمها أو أخواتها ويخففن عليها ويذكرنها بأنها مضحية وحقنت دم أخيها أو والدها …
وغالباً ما يُعطى ( الفصل ) بأكثر من أمرأة ( فصليّة ) الى أهل القتيل وذلك حسب نوع القتل ومن هو المقتول … هل هو شيخ عشيرة أو أبنه أو من المقربين اليه ؟!! … عندها تُعطى أكثر من ( فصليّة ) لهم مع بعض ألأموال ( فلوس ) والمواشي ( الحلال ) وتكون مشية الفصل كبيرة جداً فيها وجهاء العشائر , وهنا يجب علينا أن نقول رغم التعسف والظلم الذي يلحق بالمرأة يجب أن نقول أن هذه الجلسات ( المشيات ) أو ( المشاية ) الذين يفصلون أنهم يحقنوا الدماء وهذا عمل كبير بحد ذاته حتى المرأة ( الفصليّة ) أنها بعملها وبقبولها بالزواج من عائلة القتيل هو تضحية جبارة لأنها تضحي بحياتها ومستقبلها ومستقبل أولادها … لأن حتى أبن الفصلية لا يعامل معاملة حسنة من قبل الزوج وأهله …
إلا انه كانت هنالك ( فصليّات ) قد غيرن من بعض ردود أفعال أزواجهن وقلبن الكره الى محبة ووئام ساد العشيرتين المتقاتلتين , بل حتى أبنائها قد تربعوا على عرش العشيرة وأصبح الكل يحبهم وذلك بفضل حنكة وذكاء تلك ( الفصلية ) التي عرفت كيف تروض هذا الزوج وتدخل المحبة الى قلبه … وكذلك عرفت كيف تتصرف مع أهل زوجها وبالخصوص أم الزوج أو زوجته ألأولى … الحنكة التي أقول عليها هي ألأيمان بالله والقبول بقضائه وقدرة ومخاطبة الزوج وأهله بالخطاب ألأيماني , هذا أذا كانت مُلمة ببعض الأمور الشرعية … فكلما تحدث حادثة تذكرهم بيوم الحساب وكيف سيلاقون الله لو عملوا معها هذا الظلم والتعسف … وتذكره بأنها زوجته رغم أنها ( فصليّة )
… وللفصليّات قصص كثيرة في العراق تُدمي القلب لها

اترك رد