هوية تعريفية

ندى السعدي

..اصعب موقف هو عندما ترى ما كنت تتمناه عند شخصا اخر .. خلال حفله اقيمت في حديقة عامه لاحد اقاربها وبينما كان الجميع سعداء لمحت وجها مألوفا خطف امامها مسرعا .. بقيت تفكر بداخلها انه هو ! لا ليس هو ! حاولت ان تتعقبه وسط الحضور لترى وجهه بوضوح لقد ذهب صوب امرأة وطفل ..حمل الطفل بيديه كان يمازحه وضحكاتهم ترج بالمكان.
لكنها لم تره بوضوح فقد كان ظهره بأتجاهها … قالت في نفسها مؤكدا ليس هو فقد قال انه مسافر لو كان هو لكان جنبي الان فأنا حبه الاول … ما هي إلا لحظات وبينما هي غارقة بالتفكير … حتى صاحت زوجته حبيبي احمد لقد نسيت لهايه ابننا في السيارة هلا جلبتها ؟
بقيت هي متسمرة في مكانها حاولت ان تستجمع افكارها .. لا تستطيع الحركة لا البكاء ولا الصراخ ولا حتى ان تنبس بحرفا واحد … وبينما هو يهم بالخروج تصادفت عيناهم اختفت ضحكته من وجهه ولكنه سرعان ما تحرك نحو الخارج بأتجاه السيارة …
ركضت هي باحثة عن مكان لتختبيء فيه عن عيون الناس فمن افنت شبابها لاجله وبأنتظاره كان يعيش اجمل ايامه … ايقنت انها كانت تعيش كذبة كبيرة … تمددت على كرسي كبير تقوقعت كالطفل في بطن امه … وهي تسترجع كلامه .. ضحكاته ..خوفه عليها ..اهتمامه … كيف كان يقاسمها اللحظات الحلوة والمرة … لهفته بالكلام معها … في الصباح الباكر تم الاعلان عن وجود شابه في الثلاثين من عمرها لا تحمل معها اي هوية تعريفية قد فارقت الحياة بسبب توقف القلب المفاجيء راجين من يعرفها بالتوجه لاستلام جثتها

اترك رد