المنطقة الغبراء..!!

عادل حيدر حسون

ربما لم يتوقع اكثر المتفائلين بالمشهد العراقي،ان تلقى دعوة مقتدى الصدر للتظاهرة المليونية التي شهدتها بغداد الجمعة الماضي هذا التجاوب الكبير والمفاجيء من قبل العديد من فئات الشعب العراقي ،والذي شكل بالتاكيد مصدر قلق جديد بل وعامل رعب مضاف لمعظم سياسيي الصدفة، الذين يقودون هذا البلد في غفلة من الزمن حيث ظنوا او هكذا تصوروا ان بريق التظاهرات الاسبوعية قد خفت وان بامكانهم الاستمرار بمواقعهم لفترة اطول تتيح لهم فسحة اضافية من الزمن لجمع ما يمكن من الغنائم قبل فوات الاوان،على ان تظاهرة الجمعة المليونية ان صح التعبير قد اعادت حيزا كبيرا من الامل،لهذا الشعب المضطهد في استعادة حقوقه من تلك الزمرة.
عموما فقد جاء خطاب الصدر، بمثابة البلسم لجروح الملايين حين اعلن
(البراءة )من كافة السياسيين المنتمين للتيار الصدري او المقربين له،بعد اخفاقهم في اداء مهامهم بالشكل المطلوب،الا ان العنصر الاهم في خطبة مقتدى الصدر هي تهديده للطبقة السياسية الحاكمة،بان المتظاهرين الذين يقفون اليوم على اسوار المنطقة الخضراء او (الغبراء)كما يحلو للبعض تسميتها،سيكونون داخل هذه المنطقة قريبا للقضاء نهائيا على تلك الطبقة،
والتي عاثت في الارض فسادا واعادت البلد عشرات السنين الى الخلف،وضربت رقما قياسيا عالميا في الفساد الاداري والمالي،في حال بقي الوضع على ماهو عليه دون اصلاح حقيقي ينقذ البلاد مما هي فيه،
واخيرا فان تظاهرة الجمعة شكلت ولا شك، عامل ضغط جديد على مسؤولي الدولة بدءا من رئاسة الوزراء وحتى اعضاء البرلمان لانقاذ ما يمكن انقاذه،وربما سنشهد خلال الفترة القليلة القادمة نتائج ايجابية ملموسة لنتائج التظاهرة الابرزوالاكثر تاثيرا على مدى اشهر عدة.

اترك رد