صحيفة اصوات الاخبارية / رائد الكعبي
الواقع لا يحمل عنوان الخير أو الشر الذي تراه أنت في الخارج، وإنما أنت تلصق به هذا العنوان في ذهنك حسب أسلوب تفكيرك. لذا قال تعالى: ((عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم)).
صورة الواقع ذات عناوين مختلفة في الأذهان، اعتمادا على اسلوب تفكير الإنسان، لذا نختلف في وجهات النظر وردود الفعل. فهناك أحدث تمر على الإنسان الشرقي يعتبرها شراً، بينما يعتبرها الغربي خيراً! بسبب الإختلاف الحضاري.
يقوم العقل الباطن بعملية تفسير آنية لا واعية لصورة الواقع في الذهن، فيلصق بها عنواناً ذهنياً، ويجعلك تحكم على الواقع الخارجي بهذا العنوان الذهني، كأن تقول: واقع جميل أو مرير… الخ. عندها تنفجر مشاعرك تبعاً لذلك العنوان.
إذن: مفتاح التحكم بالمشاعر هو التحكم بعملية التفسير لتلك الصورة الذهنية. وذلك بخطوتين فقط:
1:: التريّث عند حدوث أي حدث قبل اتخاذ اي ردة فعل.
2:: انتقاء أفكار إيجابية لتفسير الحدث بصورة إيجابية.
مثال: عندما تصيب الإنسان مصيبة، فإنه يحزن كثيراً في لحظتها، ولكن بعدما يتريث ويتأمل في قوله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير))، سيعرف حينها أن: مصائب اليوم هي معاصي الأمس. وقد عفى الله عن كثير منها، ولم يبق إلا اليسير الذي تجسّد على شكل مصائب دنيوية كي لا يُحاسَب عليها في الآخرة. عندها يتأثر عقله الباطن، فتتغير مشاعره، وبالتالي ردود أفعاله تجاه الواقع ..