الرئيسية » مقالات متنوعة » مراهقة جداً

مراهقة جداً

علاء سعدون

جَلَستُ أترقبها مطولاً .. مستاءً، عاجزاً، ملوعاً، متشائماً لا أمل لي ببلوغها .. إنتظرتها ثلاثة عشر عاماً، أشاهدها عن كثبٍ وهي تلعب وتلهو وتتمرد وتخرّب وتبعثر كأنها طفلة لا حرج عليها، متجاهلة كل من حولها، ملتفتة الى نفسها، ساهية لاهية بنعيمها، وغير آبِهة بغيرها ..
كنت حاضراً عندما وُلِدَت، وكان الجميع سعداء بمجيئها، حتى أنا، بعد طول أسىً وإنتظار ولوعة، لم تكن البكر ولكن الأمل كان كبيراً بقدومها، بعد أن خاب الظن بمن سبقها .. ولكن سرعان ما خَيَّبت ظن الجميع كذلك، إذ تردّت وتغطرست، وتبعثرت وتشتت، وتجننت وتهسترت، وتآمرت وتوحشت، وتحولت واستحمرت ..
بأختصار كانت ولا تزال مرهقة جداً .. تلك هي (حكومتي)
حكومتي التي لا تزال في ريعان شبابها، إلا أنها فقدت عذريتها وإيمانها وصدقها وإخلاصها، وباتت ملطخة بدماء الأبرياء ومتهمة بحقوق الفقراء!
هل من توبة يا ترى؟ إصلاح، إنسحاب، أم ستستمر هذه المهزلة حتى يخرج المارد من القمقم ويهشم الزجاجة!
سمعت من أحد (المتنبئين) بأن البداية الجديدة ستبدأ مع العام الجديد (٢٠١٦) وسيكون هناك خير وفير، وعيش رغيد، سيخرج المفسدون، ويحكم الصالحون، ويندم السارقون، سنعيش بأمان وسلام ومحبة وإخاء، لا طائفية، لا تفرقة، لا تقسيم … ولكن سرعان ما خاب ظني وأنا أتذكر قوله صل الله عليه وآله: ” كَذِبَ المُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدقُوا “

اترك رد