صحيفة اصوات الإخبارية/متابعة
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق مقاطع فيديو وصورا لعنكبوت “الارملة السوداء”، شوهدت في مناطق عدة من البلاد، مما اثار مخاوف لدى الكثير من العراقيين من مخاطر التعرض للدغتها، فيما انتشرت بعض التعليقات التهكمية التي تحذر الرجال من ان يكونوا احد فرائسها.
وتسمى بالاصطلاح العلمي ((Latrodectus mactans))، وهي العنكبوت الانثى الاشد سمية في العالم، لكنها اشتهرت بإسم الارملة السوداء، وذلك لان الإناث تعيش تقريبا ثلاث سنوات، بينما تكتفي الذكور بشهر او شهرين لهذا سميت الإناث بالأرامل.
وتستخدم امشاط قدميها لتوقع بفريستها بعد ان تنجح في حبك انسجتها حولها، لتقيد حركتها، ومن ثم تغرز أنيابها في الفريسة وتضخ الإنزيمات الهضمية لكي تحلها ومن بعدها تمتصها سائلا، واحيانا تنتظر اياما لتوقع ببعوضة او حشرة في مصيدتها، وتنقلب في احيان اخرى على زوجها لتتغذى به قبل ان يتعشى بها.
وتبدو ذكور وإناث هذا النوع من العناكب مختلفة وفي جميع الحالات الإناث هي الأكثر تميزا في الشكل بسبب هيئتها السوداء والحمراء اللامعة، حيث توجد علامات على الجانب السفلي من البطن تشبه شكل الساعة الرملية التي تٌستخدم لأرسال أشارات تحذير لبعض الحيوانات، ويبلغ طول الذكور حوالي نصف حجم الإناث وهم أفتح لوناً من الإناث مع وجود بقع حمراء أو وردية على ظهورهم.
وتتغذى العناكب السوداء على الذباب والبعوض والجراد والخنافس واليرقات والحشرات والعناكب الاخرى، التي تعلق في شباكها، وتأكل أحيانا شريكها بعد الإنجاب.
وتفيد التقارير والبحوث، بأن سم هذه العناكب أقوى (15) مرة من لدغة الأفعى، ولحسن الحظ تلدغ هذه العناكب البشر فقط عندما تضطرب، ولدغات الإناث هي الأكثر خطراً على صحة الأنسان، لكن سمها نادرا ما يكون قاتلا للبشر.
وتبدأ اعراض الاصابة بلدغة الارملة السوداء، بالم شديد، ينتشر بسرعة في أجزاء مختلفة من الجسم وينتج عن هذه اللدغة أعراض كثيرة منها، الغثيان والتعرق الغزير بالأضافة الى آلم شديد في البطن والظهر وآلام في العضلات وأرتفاع في ضغط الدم.
ويتم إعطاء نوع من الأدوية للشخص الملدوغ، وهي مضادات لعكس تأثير السم، ويبدأ الشفاء من هذه الأعراض لمدة (2-3)، أيام وأحيانا تستمر لأسابيع، ولتجنب لدغة الأرملة السوداء يٌنصح بإرتداء الملابس الواقية عند السفر في المناطق التي يعيش فيها هذا النوع من العناكب وكذلك تجنب الجلوس تحت جذوع الأشجار أو الشجيرات أو غيرها من المناطق الرطبة التي من المتوقع أن تختبئ هذه العناكب تحتها.
ويوجد هذا النوع من العناكب في كثير من المناطق في العالم، ومنها الولايات المتحدة وجنوب اسيا افريقيا واستراليا، ويمكن أن تتواجد في المناطق التي يٌغلب عليها الظلام مثل الملاجئ والحظائر والكراجات والطوابق السفلية من الأبنية ودورات المياه والثقوب الكبيرة والقمامة والمناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف.
وظهرت في الاونة الاخيرة عدد من تلك العناكب في البصرة ومناطق من العراق، وقالت وزارة الصحة ان لديها معلومات عن وجود اعداد قليلة منها في العراق، لكن لم تسجل اي اصابة حتى الان.
واكد المتحدث بإسم الوزارة، الدكتور احمد الرديني، “اتخاذ الاجراءات وتوفير الادوية اللازمة لمعالجة الاصابات في حال وقوعها”.
وحول كيفية وصولها الى العراق، اشار الرديني، الى “احتمال دخولها مع البضائع التجارية والحاويات التي تنقل الى العراق عبر السفن من دول شرق اسيا”.