عاشوراء الحسين عليه السلام
د. غالب الدعمي
~يُعبر محبو العترة الشريفة سنوياً في مثل هذه الايام عن حزنهم وحبهم لإمام المتقين وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، في مناسبة ذكرى استشهاده، وقد اشبعها الكتّاب وصفاً والشعراء هم الآخرون قالوا فيها الكثير، بل وحتى الرجال العظماء لم يغفلوا ذكرها والثناء عليها، إلا أن ذكرى الإمام التقي تبقى نبراساً يحرك الضمائر ويشعل الآلام في الصدور المؤمنة.
وحين جاد الإمام الحسين بنفسه وعائلته واصحابه ليس لأجل أن يبكيه الناس لآلاف السنين، بل كان يهدف إلى الحفاظ على الشريعة السمحاء التي شوهها اللقطاء وسرقها السلاطين وحرفها الطغاة، وما كان يبغيه الحسين في قتاله قوى الشر هو تحقيق الأهداف السامية التي لا يدركها إلا الصادقون والمؤمنون، والخوض بالأسباب التي دفعت الإمام الحسين لقتال المنقلبين ليس للبطر كما يعتقد بعض الغافلين والمشككين، بل جاءت لأجل سن طريقة يهتدي بها الناس على مر السنين والدهور.
إن البكاء على الإمام الحسين من دون ورع وتقوى محل إشكال من وجهة نظر المتشرعة فلا بد أن يزدان محبو الإمام الحسين بالسلوك القويم، فالتسامح وحب الآخرين ونشر القيم السامية والحفاظ على الدين المحمدي هي من أهم ما كان يصبوا له المعصوم حين يخرج للقتال أو يقعد. فالمصلحة هي التي تحدد قراراته، فلم تكن للسلطة من أهمية لديه ولا المال، فالتاريخ يؤكد لنا أن أهل بيت الرحمة رفضوا المغريات كلها وفضلوا حياة الزهد وخدمة الناس والدفاع عن حقوق الفقراء والمستضعفين على حياة الترف التي عُرضت عليهم مقابل الولاء والطاعة للقطاء وغاصبي حق آل بيت النبوة.
وما أحوجنا في هذه الأيام الى أن نتحلى بأخلاق الإمام الحسين ونحافظ على وحدة بلدنا ونجافي الفاسدين وأمراء الحرب والمتربصين بهذا البلد ونقف خلف جيشنا المقدام وهو يسطر أروع الملاحم في قتاله الأعداء وندعم حشد المرجعية حشد الوطن الذي اثبت أنه مثال يحتذى به في قتال الأوباش أعداء الحضارة والحق