الرئيسية » مقالات متنوعة » سيضيع الوطن.؟؟

سيضيع الوطن.؟؟

احمد باقر الشريفي

سيضيع الوطن.؟؟

احمد الشريفي

كلنا ننادي بالحرية، ولكن من اجل طائفتنا فقط، وليس من اجل الكُل. فعند الدردشة والمراسلة عل مواقع التواصل الاجتماعي تتبد أحلامنا فأول شيئ يسأل عنه اي شخص يريد التعرف عليك هو من اين انت، او اية لهجة تتحدث أو من اي عشيرة، ليحدد لاحقا مستوى العلاقة بينك وبينه، ومن ثم يتواصل الحديث او يضعك في زاوية عدم الاهتمام فقط لانك لست من طائفته او منطقته أو قوميته.

أغلب الأحزاب العراقية الاسلامية الفاعلة اليوم في الساحة السياسية،  يمكن أن تكشف عن أهدافها من عنوانها وأنتمائك لها لا يرتبط برؤيتها وبرنامجها السياسي   بل بقربها منك ومن عقيدتك.

وعلى وفق هذا المنوال نلاحظ أن اي منشور يتعلق بالقضايا السياسية او الدينية على مواقع التواصل الاجتماعي  ينقلب الى  ساحة قتال بين المستخدمين، فقط لان احدهم لا يريد ان يناقش ويقنع الطرف الاخر بوجهة نظره ، فيلجأ للسب والإساءة بأسم الطائفة والمنطقة، والنتيجة سأكون معك إذا كنت تنتمي لطائفتي وان الحق معك دائما وسأكون ضدك لان ليست من طائفتي.

وينسحب الأمر حتى على المنظمات الخيرية، إذ لن تجد اية منظمة خيرية عراقية تهتم بالعراقيين المحتاجين عامة، لا والف لا، بل لابد أن يكون المحتاج ابن طائفتي وابن منطقتي وابن وابن !!، لاسَّيما المنظمات ذات الطابع الديني.

واذا قدمت بعض المساعدات فيكون ذلك لاغراض ومصالح انتخابية.

لقد أمست الرموز الدينية واجهة لكل المشاريع والنقاشات الطائفية، فأبناء علي  يرون أن لهم الحق في تسيد الموقف، وأبناء عمر يقولون: نحن الأولى بسيادة الأمور. فبدلاً  من العمل سوياً لتحرير الارض من داعش  الذين سرقوا ونهبوا وشردو اخوتنا وحرمونا من خير الوطن الوافر، نسعى للتفاخر تارة والتنابز تارة أخرى.

وقد قيل ان الطائفية مرض، وانا اقول ان الطائفية وباء، خاصة بين افراد الشعب  العراقي، ومن ينكر ذلك فعليه ان يعيد التفكير ملياً،  فصارت عندنا احزاب طائفية، ومنظمات طائفية، اوحتكار للرموز الوطنية بأسم الطائفة.

رحمك الله  (د. علي الوردي) لقد قلت الصواب .

لقد ضعفت نزعة التدين في أهل العراق وبقيت فيهم الطائفية حيث صاروا لا دنييون وطائفيون في آن واحد وهنا موضع العجب.

اترك رد