الرئيسية » مقالات متنوعة » سرطان العراق

سرطان العراق

Avatar

أن المتتبع لتاريخ العراق وحودثه من خلال الكتب المؤلفة عبر 1300سنة من أتخاذ العراق عاصمة للدولة العربية الاسلامية بعد دمشق , يجد الكثير من الصور التي يمكن الوقوف عندها وتأملها , لما تحمل من معاني بليغة وهي تحمل العبر والتذكير , بأن لكل الذين ساؤا الى هذا البلد قد رماه الله جل علاه بمصيبة أو مرض  أفناه وأفنى من كان من أصله , ولم يعد لهم ذكر أو تاريخ وأن كان لهم ذكر أو تاريخ فهو تاريخ اللعنة الدائمة .

ومن هنا أن لهذا البلد قدسية كبيرة عند الله جل علاه ، دون بقية الامصار الامسلامية الاخرى ، ولهذا فقد أودع الله في ارضه أهل البيت الكرام عليهم أفضل السلام وعلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن  وجود الامام علي والحسين والكاظمين وعلي الهادي وزيد بن علي وأبنائهم عليهم السلام أعتباطاً  , وأنما لمكانة العراق عند الله سبحانه وتعالى .

لهذا فأن من أساء للعراق وأهله كانت نهايته أليمة وفضيعة ومخزية عبر التاريخ ، بين شنق وجر جثثهم بلأحبال والشوارع ، وحرق جثثهم ، ورميهم بالرصاص وسلب حتى أعراضهم .

فليكن لنا التاريخ عبرة  نستعبر منها ، ولانجعل من الحوادث الماضية مجر لهو وقضاء وقت بالمطالعة ، وليكن تعاملنا مع شبعبنا  وخاصة الى الذين  أمنهم  من تولىوا  المسؤولية  ، بأن التاريخ لايرحم كما  من سبقهم من الذين  أتخذوا من بلدانهم وشعوبهم  حانات للهوا والملذات ، من أن الشعب أذا سار لن تقفه سدود أو حواجز ، وشعب العراق شعب يختلف عن باقي الشعوب كما وصوف المؤرخون يتحمل الجور ولكن أذا ثار كلمجنون لايقف بوجه كل شيء وهذا ينطبق على رجالنا في مجتمعنا عندما يغضب يحطم كل شيء وهذه جناة دم شعبنا .

ليبكن التغير تغير حقيقي  وشامل من  خلال محاسبة المجرمين والسراق وعودة أموال العراق ، وأختيار الافضل في المكان الحقيقي والافضل الوطني الذي لاينتمي سوى للعراق لا للغيره ، وهو من الصعوبة أيجاد مثل هذا النموذج . لان مثل هذا النموج لا يستطيع العمل في بحر متلاطم الامواج . ولكننا نأمل ايجاده .

اننا اليوم محتاجين وأكثر أحتياج لثورة في كل شيء ، وهي ثورة الغربال لعزل الناعم من الخشن الوطني من الخائن ـ النظيف والطاهر من القذر الذي يتاجر بشعبنا بأسم الدين أو المذهبية أو الطائفية , أن لانهمش من نجد به كفاءة الابداع والحرفية ، يجب أن نغلق لعنة الماضي ، لنبدأ مسيرة جديدة تكون الوطنية والعراق ومصلحة شعبنا فوق كل الميول والاتجاهات , وأن نستفاد من كل ما مر به العراق من ويلات خلال ثلاث عشر سنة . اننا أصبحنا أضحوكة التاريخ والبلدان , ونحن أول من أسس للقانون والنظام  .

فبلاد الرافدين بلاد الحياة والحب تستحق منا  أن نقف معها ونقدسها لا أن نبيعها أن نسرق خزينها ونذهب للهو  في بلدان الفسق والدعرة . إلا يدرك أن ماسرقه هو مال الله وأودعه الله لعباده . أن الله أحب العراق وأحب أهله لآنهم أهل شهامة وكرامة وعزة نفس ، وأن كل من يأذيه ستكون نهايته نهاية غير حميدة والتاريخ شاهد على ما نقوله .

 

اترك رد