اقرت عصابات «داعش» امس بهزيمتها في الساحل الايسر عبر مكبرات الصوت من مآذن بعض الجوامع التي ما زالت اسيرة بيدها.
وجاء اقرار «داعش» بعد تأكيد قائد عمليات (قادمون يا نينوى) ان قطعاتنا المندفعة تضع اللمسات الاخيرة على اعلان هذا الساحل محررا بالكامل، لاسيما ان ثلاثة احياء فقط هي المتبقية لاعلان النصر الكبير. السيطرة على الجسور الخمسة فقد افاد سكان محليون من مدينة الموصل، في اتصال مع مراسلة «الصباح»، امس الثلاثاء، بأن قيادات عصابات «داعش» اقرت بفشلها وهزيمتها في معارك عموم الساحل الايسر، موضحين ان هذه القيادات ابلغت المصلين بعد انتهاء صلاة الفجر وظهر امس عبر مكبرات الصوت في جوامع التوبة والحكمة والمخيول التي تغتصبها تلك العصابات ضمن الساحل الايمن بخسارتهم المعارك في احياء شرقي الموصل امام اندفاع قطعات القوات المسلحة العراقية. كما ابلغوا سكان الساحل الايمن بعد انتهاء الصلاة بأن التنظيم الارهابي سحب لقب (الامير) وان عناصرهم وقادتهم سيرحلون من المدينة تزامنا مع تركهم للجزء الصغير المتبقي لهم من الساحل الايسر. في غضون ذلك، اكد القائد بجهاز مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي لمراسلة «الصباح»، السيطرة بشكل تام على جسور الموصل الخمسة الرابطة بين الساحلين والاستعداد لتنصيب جسور عائمة تمهيدا للانتقال صوب تحرير الجانب الايمن للمدينة، اضافة الى ما صرح به قائد الفرقة الذهبية بالجهاز اللواء الركن معن السعدي لمراسلتنا بقوله: ان التحضيرات الخاصة بعملية تحرير الجانب الايمن مهيأة، وان القوات بانتظار اوامر القائد العام للقوات المسلحة، متوقعا انجاز هذه العملية بوقت اقل، لاسيما ان عصابات «داعش» فقدت امكانياتها وقدراتها القتالية.
الارهابيون بين مقتول وهارب كما يأتي اعتراف الدواعش بهزيمتهم، مع كشف قائد عمليات (قادمون يا نينوى) الفريق الركن عبدالامير يارالله عن انشاء مهابط للطائرات استعدادا لانطلاق عملية تحرير الساحل الايمن المرتقبة، اضافة الى اعلانه امس ان قوات مكافحة الارهاب حررت جميع الاحياء المكلفة بها ورفعت الاعلام العراقية فوق مبانيها ضمن محور تقدمها وهي احياء المهندسين ونينوى الشرقية وباب الشمس وسوق الاغنام والنعمانية والعطشانة والفيصلية والمالية والجزائر والدركزلية والسويس وسنحاريب وحي الزراعة وفرضت السيطرة على مباني الجامع الكبير وسط الموصل ورفعت العلم العراقي فوقه. كما اكد يارالله ان قطعات المحور الشمالي حررت موقع منشأة الكندي ومقر الفرقة الثانية السابقة، مشيرا الى ان فلول «داعش» تشتتت بين مقتول وهارب متكبدين خسائر جسيمة بالارواح والمعدات. وبشأن ما يجري في الساحل الايمن، قال قائد العمليات: ان طائرات القوة الجوية العراقية طراز اف 16 وL159 وجهت بموجب معلومات خلية الاستخبارات ضربات جوية عدة اسفرت عن تدمير 6 معامل لتفخيخ العجلات في هذا الساحل، اضافة الى تدمير معملين اخرين لتفخيخ العجلات في تلكيف شمالي الموصل ومضافتين للعدو الداعشي في تلعفر غرب المدينة.
تحرير أول القصور الرئاسية بدوره، افاد العميد في جهاز مكافحة الارهاب يونس الاعرجي، لمراسلة «الصباح» بان قواتنا تعمل على وضع اللمسات الاخيرة لعملية تحرير الساحل الايسر تماما وهي مندفعة لاستكمال تحرير غابات الموصل واحياء العربي الاولى والثانية والرشيدية شمالي الساحل بهدف فرض السيطرة تماما عليه من كل الجهات تمهيدا لتعجيل اعادة العوائل الى مناطق سكناها ومنازلها قبل البدء باقتحام الساحل الايمن. كما افاد العقيد في جهاز مكافحة الارهاب شكر محمود، في تصريح لمراسلتنا، بان قوات الجهاز حررت اول واكبر قصر من المجمع الرئاسي وهو قصر الرماح بعد اكمال تطهير مبنى فندق نينوى اوبروي تماما على محور شمالي ساحل الموصل الايسر. ولفت الى ان القوات قتلت خلال العملية ثلاثة قناصين واحبطت تفجير ثلاث عجلات مفخخة قبل وصولها لاهدافها، على صعيد اخر اشار محمود الى ان قواتنا عثرت على اكبر معمل خاص بتصنيع العبوات الناسفة والعجلات المفخخة وبداخله كميات كبيرة من المتفجرات ومواد الفسفور خلال عملية تفتيش واسعة في حي الشرطة الذي تم تحريره امس الاول الاثنين ضمن المحور نفسه. في تلك الاثناء، ابلغ العميد في قيادة عمليات نينوى محمد الجبوري مراسلة «الصباح» بان قوات مكافحة الارهاب اعتقلت 14 داعشيا بينهم قياديون من جنسيات شيشانية وعربية بموجب بلاغ من سكان حي الكفاءات المحرر ضمن المحور الشمالي للساحل الايسر وخلال عملية دهم لمنزل كانوا يختبئون فيه وبحوزتهم اسلحة خفيفة وكاتمة للصوت ومواد متفجرة وتم اقتيادهم الى مقر الجهاز للتحقيق معهم. في تلك الاثناء، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة يحيى رسول لـ«الصباح»: ان «ثلاثة احياء متبقية من الساحل الايسر». واضاف ان ابرز هذه الاحياء هو العربي، مؤكدا انه سيتم اعلان تطهير الساحل بالكامل قريبا.
الحشد يبيد الدواعش وبشأن ما يجري في قاطع جزيرة غرب الموصل الشاسع المساحة والممسوك من قبل قوات هيئة الحشد الشعبي، قال الضابط في احدى الوية الحشد النقيب جاسم حيدر لمراسلة «الصباح»: ان ابطال هذه القوات احبطوا امس محاولة لارهابيي داعش حينما ارادوا أن يجربوا حظهم العاثر للتقرب من مواضع خطوط الصد بالقرب من قرية تل زلط المحررة ضمن محور مشارف قضاء تلعفر. واوضح ان قوات الحشد الشعبي قتلت خلال الاشتباكات انتحاريين اثنين يرتديان احزمة ناسفة الى جانب قتل انتحاري اخر بينما كان يقود سيارة مفخخة يرافقه عدد كبير من الارهابيين محاولين التسلل الى القرية لكن ابطال الحشد واجهوهم بنيران كثيفة وقتلوا العشرات منهم واصابوا عددا اخر فيما لاذ الباقون بالفرار باتجاه مركز قضاء تلعفر. وتابع حيدر ان قوات الحشد تمكنت ايضا في حادث منفصل من قتل عدد اخر من الدواعش وسط اشتباكات جرت بالقرب من مطار تلعفر الذي يقع تحت السيطرة الكاملة لقوات الحشد الشعبي.
المصدر / شبكة الاعلام العراقي