تحرير المجمع الحكومي وسط الجانب الأيمن

فندت صنوف قواتنا المندفعة توقعات الخبراء العسكريين الدوليين الذين وصفوا معركة الساحل الايمن بـ»الصعبة»، حين حررت اغلب الاهداف الستراتيجية بزمن قياسي وفرضت سيطرتها الكاملة فجر امس الثلاثاء،على مجمع المباني الحكومية وعدد من الاحياء في قلب هذا الساحل. أسماء الأهداف المحررة فقد اعلن قائد عمليات (قادمون يا نينوى) الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله، صباح امس ان قوات الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع حررت حيي الدندان والدواسة ومجمع المباني الحكومية لمحافظة نينوى في قلب الساحل الايمن بزمن قياسي واكملت سيطرتها التامة على مقتربات ثاني جسور الموصل (جسر الحرية) ورفعت الاعلام العراقية فوق المباني. وزاد يارالله بالقول: ان ابطال جهاز مكافحة الارهاب حرروا حي تل الرمان وواصلوا اندفاعهم لاقتحام حيي المعلمين والشهداء الثاني، مذكرا بان قواتنا كانت حررت قبل 24 ساعة فرع البنك المركزي بالموصل والمتحف القديم ومديرية الطاقة الكهربائية ومحطة الكهرباء في حي الدندان، ومبنى مديرية شرطة نينوى ومجمع المحاكم بالكامل، بعد ان سيطرت على مبنى مديرية ماء ومجاري الموصل مسنودة بغطاء جوي فعال من قبل القوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي.

الانجازات المتحققة يشار الى ان عملية تحرير هذا الساحل التي انطلقت في 19 شباط الماضي من محاور عدة بمشاركة قوات جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية وفرق الرد السريع والمدرعة التاسعة والعباس القتالية كانت قد حررت مطار الموصل الدولي ومعسكر الغزلاني مترامي الأطراف ومنطقتي الحراكة والغابات وحاوي الجوسق واحياء الجوسق والطيران والنبي شيت والعكيدات ووادي حجر والمأمون والصمود والشهداء وصولا الى حدود المدينة القديمة وسط الساحل الايمن. وعليه يرى مراقبون ان قواتنا المسلحة بجميع صنوفها اثبتت كفاءة عالية في القتال فاقت التوقعات وبددت ما ذهب اليه خبراء عسكريون دوليون حين وصفوا هذه المعركة بالصعبة.

سير العمليات بانسيابية وبينما ذكر بيان لاعلام هيئة الحشد الشعبي، ان قوات من الفرقة المدرعة التاسعة واللواء 26 التابعين للحشد الشعبي انطلقت فجر امس بعملية واسعة لتحرير سجن بادوش وناحية بادوش (20كم شمالي الموصل) وتمكنت خلال ساعات قليلة من تحرير قرية الثلجة شمال غرب الساحل الايمن. واكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول ان عصابات داعش تعاني بشكل كبير وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد خسارتها للكثير من عناصرها وقياداتها المحليين والاجانب واندحارهم المستمر في جميع المعارك، لافتا الى ان قيادات داعش تحاول الاختباء بين الاهالي والنازحين. واضاف ان العمليات العسكرية تسير بانسيابية في الساحل الايمن وهي متواصلة من دون توقف لتحرير ما تبقى من المناطق، لافتا الى ان اغلب الاحياء التي وصفت بالصعبة تم تحريرها بالكامل. كما شدد على انه لا يوجد اي عائق يستدعي عرقلة تحقيق ما تبقى من انتصارات وان الجهد الهندسي والتكتيكي لقواتنا نجح في التوفيق بين قتال الدواعش من جهة والحفاظ على ارواح المدنيين من جهة اخرى، منبها على ان التنسيق العالي المستوى بين جميع القطعات العسكرية المشاركة انعكس ايجابا في انجاز المهام القتالية وتحقيق النصر السريع قريبا.

قتلى قيادات {داعش} في غضون ذلك كشف مصدر محلي من داخل الساحل الايمن عن وصول عشرات الجثث الى مركز الطب العدلي بالموصل الذي يخضع لسيطرة عصابات داعش تعود لقتلى من ابرز قيادات وقناصي التنظيم الارهابي وهم من جنسيات عربية واجنبية مختلفة قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية في مركز المدينة، موضحا ان عناصر داعش سلموا المركز صباح امس نحو 90 جثة تعود لارهابيين بينهم قادة ومخططون لعرقلة تقدم القوات المحررة. واضاف ان عجلات داعش سلمت هذه الجثث بعد سحبها من ساحات القتال التي تشهد اشتباكات في المحور الجنوبي للساحل الايمن. وتابع المصدر ان العصابات باتت محصورة في زاوية الانهيار والتخبط جراء ما تعرض له قادتها من قتل او اعتقال على يد قطعاتنا العسكرية وجهاز مكافحة الارهاب بعد السيطرة على اجزاء كبيرة من هذا الساحل مع اهم وابرز مباني الدوائر الحكومية فيه.مشيرا الى ان التنظيم الارهابي عاد ليسحب تلك الجثث من الطب العدلي ودفنها في مقابر جماعية تقع على ضفاف نهر دجلة. الفرار الى الرقة ويبدو ان هذه الهزائم المتلاحقة وكثرة القتلى بين عناصر وقيادات داعش على يد قواتنا المسلحة، اجبرت هذه العصابات على الاعتراف بالهزيمة.. بدليل ما افادت به مصادر من داخل مدينة الموصل بأن أوامر صدرت لقادة مايسمى بـ»جيش الخلافة» التابع لعصابات داعش بالانسحاب فوراً الى مدينة الرقة السورية، وبينت المصادر ان الاوامر صدرت من قبل (القيادة العسكرية لداعش) في مدينة الرقة السورية الى ما تبقى من القيادات في محافظة نينوى بالانسحاب وجمع عناصرهم واخلاء وحرق مقراتهم بالسرعة الممكنة. الا ان بياناً لاعلام هيئة الحشد الشعبي اكد ان ابطال اللواء 8 التابع لقوات الحشد الشعبي تمكنوا من قتل10 دواعش وتفجير ثلاث سيارات مفخخة والاستيلاء على عجلة تحمل رشاشاً عيار 12.5 ملم واخرى تحمل مدفعاً من عيار 106، وذلك في احباط تعرض قاموا به على سواتر الحشد في صحراء الحضر، جنوب غرب الموصل في محاولة يائسة لفتح ثغرات يهربون من خلالها.

المصدر / شبكة الاعلام العراقي

اترك رد