صحيفة المنتصف / صاحب عبيد
يزحف ملايين الزائرين من كل حدب وصوب ومن كل الفئات العمرية باتجاه مدينة الكاظمية المقدسة لتأدية زيارة الإمام موسى ابن جعفر الكاظم (ع) وإحياء ذكرى استشهاده، غير آبهين بالصعاب وبعد المسافة فالمرأة والطفل والرجل المسن وحتى المعاق توجه سيراً على الأقدام وعزيمتهم لا تلين، فيما تقوم على خدمتهم مئات المواكب المنتشرة على جوانب الطرق التي يسلكها الزائرون، في مشهد يجسد التلاحم الشعبي والتكافل الاجتماعي.
وتستلهم من ثقافته الرسالية وضياء سيرته وهدى أقواله وأفعاله وأحاديثه، الصبر وكظم الغيظ وكلّ المعاني السامية. فكانوا مشاريع للتحدي لكل قوى الشر والإرهاب والاستكبار، في إصرارهم بإيمانهم وولائهم ووفائهم لإمام التقى وعلم الورى موسى بن جعفر “عليه السلام”.
فيما انتشرت مواكب خدمة الزائرين على الطرقات المؤدية إلى مدينة الكاظمية المقدسة وأزقّتها, امتدت لمسافاتٍ بعيدةٍ يكاد لا يخلو مكان إلا بوجود موكبٍ خدمي، حيث بدأت تزداد مع تزايد أعداد الزائرين، فالتعلقُ بمحبة أهل بيت النبوة “عليهم السلام” وطلب رضا الله سبحانه وتعالى والتقرّب إليه بهم يدفع أهل الإيمان إلى السعي بكلّ وسيلة لإظهار الولاء والبيعة لمن شاء الباري سبحانهُ أنْ يُذهِبَ عنهم الرجسَ ويُطهّرَهم ويُنيرَ بمودتهم قلوب المتقين، فخدمة أهل بيت النبوة وزائريهم هو شرف عظيم ومميز يتسابق له جميع الموالين لنيل الشَرف في الدنيا ويكون ذخراً لهم في الآخرة.


