الرئيسية » مقالات متنوعة » الموصل بين الارهاب والتحرير!!

الموصل بين الارهاب والتحرير!!

عادل حيدر حسون

عادل حيدر حسون
• قد لا نتعدى حدود الواقع بالقول،ان الموصل ربما تكون واحدة من اكثر المحافظات التي تمثل كافة الوان الطيف العراقي الجميل وبكافة شرائحه دينيا واثنيا وعرقيا،
فهي تضم المسلم(السني والشيعي)والمسيحي والصابئي واليزيدي والكردي وغيرهم،حتى ان البعض وصفها بانها عبارة عن(شدة ورد عراقي)،
الا ان هذه المدينة التي استباحها الارهاب لمدة عامين كاملين منذ العام 2014 ،عانت الامرين على يد التنظيم الارهابي الداعشي الذي عاث فيها فسادا لا حدود له تحت غطاء ديني واه،
المهم الان وبعد ان لاحت تباشير الفرج باعلان ساعة الصفر لتحرير المدينة من براثن الارهاب،تعالت الاصوات النشاز كعادتها مع اي عملية تحرير لمدينة عراقية بدواع لا تعدو كونها (زوبعة في فنجان)للتأثير نفسيا ليس الا على القوات المحررة او لغاية في نفس يعقوب،غير انها جاءت هذه المرة ببدعة خطيرة على مستوى البلاد برمتها وهي تقسيم المدينة بعد تحريرها بحجة ضمان الامن للاقليات فيها،ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل انها اقنعت القوى الغربية وبخاصة الامريكان بصواب وجهة نظرها،وبالفعل فقد طالب الكونغرس الامريكي بتقسيم الموصل بعد التحرير للحفاظ على امن الاقليات فيها،
والكثير من العراقيين يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا على مرحلة ما بعد داعش في الموصل حيث تتكالب العديد من الجهات المحلية منها والخارجية للحصول على حصة معينة من (كعكة الموصل) بعد ان كشر الاتراك خاصة عن انيابهم لاعادة امجاد العثمانيين الضائعة من خلال الموصل،
ويبدو من خلال العديد من الشواهد ان ورقة الارهاب الذي ضرب العراق وسوريا على مدى سنوات عدة،ماهي الا لعبة امريكية بامتياز لضرب عدة عصافير بحجر واحدة لضمان امن اسرائيل وهو الهدف الاغلى الذي دائما ما يسعى الامريكيون لتحقيقه،بعد ان اشارت العديد من التقارير السرية من داخل مدينة الموصل قيام الامريكان بنقل القيادات المهمة لداعش الى خارج حدود المدينة وعبر وسائل عدة بغية استخدامها لاحقا في عمليات اخرى،وذلك لانتهاء دورهم في المسرحية التي اجادوا ادوارهم فيها،
واخيرا نقول ان بامكان الحكومة العراقية التخلص من كل الهواجس والمخاوف التي انتابت اهل الموصل خاصة والعراقيين عموما والخاصة بالتقسيم بعد تحريرها من خلال فرض الاحكام العرفية في المدينة وتعيين قائد عسكري كفوء لادارة شؤونها لفترة معينة ريثما يتم اجراء الانتخابات الخاصة لاختيار حكومتها المحلية.

اترك رد