تعهد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي بتحقيق الاصلاحات وعدم التراجع عن تنفيذها رغم الصعوبات والعراقيل والحملات المضادة، داعياً الى استمرار الالتزام بسلمية التظاهرات والتعاون مع الاجهزة الامنية لحماية المتظاهرين. وبين العبادي في كلمة وجهها الى الشعب العراقي ان الايام الماضية كانت ايام جهد مضاعف ومتواصل انجزنا فيها وثيقة الاصلاح وتم عرضها على الكتل السياسية والرأي العام ووسائل الاعلام. وفي ما يلي نص كلمة رئيس مجلس الوزراء: بسم الله الرحمن الرحيم (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العلي العظيم تأكيدا لماتعهدنا به لأبناء شعبنا الكريم في المضي بالاصلاح ومكافحة الفساد، فقد كانت الايام الماضية ايام جهد مضاعف ومتواصل انجزنا فيها وثيقة الاصلاح وتم عرضها على الكتل السياسية والرأي العام ووسائل الاعلام، والوثيقة هي منهاج وخريطة طريق واضحة وبرنامج عمل لتجاوز التحديات الامنية والاقتصادية والمجتمعية. وقد امهلنا الكتل النيابية وفعاليات المجتمع اسبوعا كاملا لتقديم مرشحيهم لشغل المناصب الوزارية منهم ومن غيرهم من المهنيين التكنوقراط وفق الشروط والضوابط والمعايير المعلنة. ايها الاخوة الكرام : لقد قدمنا الوثيقة السياسية للكتل السياسية لوضع الجميع امام مسؤولياتهم، فجميع الكتل مشاركة بالعملية السياسية والحكومة في آن واحد، ونتطلع في المرحلة المقبلة الى الوضوح في المواقف فلا يمكن ان تكون هي مع الاصلاح ولاتشارك في الاصلاح وليس مقبولا لأية جهة ان تكون مشاركة في الحكومة وهي ضد الحكومة في نفس الوقت، وكما تعلمون فنحن اول من اطلق مشروع اصلاح العملية السياسية وكل ما علقت بها من ممارسات خاطئة، واذا كنا نقر بوجود خلل اوفساد هنا وهناك، فلابد ان نصلحه. وكنا ندرك منذ البداية ان طريق الاصلاح شاق وطويل وان اهدافه ومراميه النبيلة لا تتحقق فورا ولا تتم دون تضامن وتعاون وتحمل الجميع لمسؤولياتهم، لأن الاصلاح ليس مسؤولية فردية او فئوية بل هو واجب وطني وشرعي وانساني، فقد قرن سبحانه وتعالى الايمان بالعمل الصالح، وكذلك فإن جهود مكافحة الفساد لايمكن ان تنجح الا بمشاركة الجميع .. مواطنين ومؤسسات ووسائل اعلام. ومن ناحيتنا فقد وفرنا ومازلنا نوفر الدعم اللازم والمباشر لعمل الاجهزة الرقابية والقضائية وهيئة النزاهة والمفتشين العامين والرقابة المالية والقضاة جميعا لتمكينهم من فتح ملفات الفساد وملاحقة المفسدين دون اي خوف او تمييز. وفي ظل هذا العمل الجاد والمضني في تنفيذ الاصلاحات ومكافحة الفساد، نؤكد ان الاولوية تبقى لإدامة القتال ضد «داعش» الارهابي حتى النصر النهائي، وان الجهود يجب ان تنصب لتعزيز الجهد العسكري والأمني ومواصلة الانتصارات الباهرة في جميع قواطع عمليات المواجهة والتحرير، ففي محافظة الانبار التي ستتحرر بالكامل باذن الله تعالى بدأنا نحث الخطى لإعادة ابنائها النازحين الى مدنهم وديارهم ليساهموا في استقرارها واعادة بنائها وتوفير الخدمات الاساسية لها ، ونؤكد هنا دعم الحكومة الاتحادية لهذا الجهد الوطني والانساني ونشيد بالتعاون والعمل التطوعي في خدمة النازحين وتقليل معاناتهم، ونتطلع الى فتح صفحة جديدة في استقرار الانبار التي عانت كثيرا من تغلغل العصابات الارهابية وماخلفته من دمار كبير. ان أية قضية جانبية مهما كانت اهميتها، لايجوز ان تشغلنا عن ادامة جهد المعركة الوجودية التي نخوضها ضد الارهاب، ولايجوز ان نفرط بالتضحيات والدماء الغالية للشهداء والجرحى، وان لانحمل مقاتلينا الابطال اكثر مما يتحملون ويبذلون في دفاعهم عن الوطن والشعب في الجبهات وداخل المدن حيث يتصدون للارهاب الذي يتحين الفرص لإزهاق الأنفس البريئة وتدمير كل شيء. وأمام هذا التحدي ، نجدد دعوتنا الى استمرار الالتزام بسلمية التظاهر والتعاون مع الاجهزة الامنية المكلفة بحماية المتظاهرين اضافة الى واجباتها الأخرى التي ذكرناها. واننا نؤكد وقوفنا الى جانب المواطنين وضمان حقهم الدستوري في التعبير عن الرأي وحرية التعبير والتظاهر التي يحق لنا كبلد وشعب ان نفتخر بها ونصونها ونحميها، ونجدد توجيهاتنا الى اخوانكم في الأجهزة الأمنية ببذل اقصى جهودهم لحماية المواطنين والمتظاهرين والأمن العام في بغداد والمحافظات، والايتهاونوا في التصدي لأي مظهر مسلح يخرق القانون ويعطل المصالح الخاصة والعامة . كما نؤكد على اهمية احترام القانون والالتزام بتعليمات الاجهزة الامنية المختصة في ما يتعلق بمكان وزمان التظاهر بما لا يعرض امن المواطنين ومؤسسات الدولة للخطر. لايفوتنا ان نحيي صمود أبناء ناحية تازة وقصبة بشير الذين تعرضوا لاعتداء آثم جبان من قبل عصابة داعش المجرمة التي استخدمت المواد السامة ضد المدنيين ما ادى الى استشهاد طفلة واصابة عدد من المدنيين بجروح ، وعلى الرغم من بشاعة هذه الجريمة فإن «داعش» اراد بث رسالة رعب للتعويض عن هزائمه الكبيرة في الانبار وسامراء واستباقا لهزيمته المؤكدة والنهائية في الموصل والتي اعددنا العدة لتطهيرها في القريب العاجل بعون الله تعالى. واؤكد لكم بان «داعش» ليس بامكانه ان يمارس جرائم لم يمارسها حتى الان وهذا اقصى ما وصل اليه من فكر اجرامي وهو لم ولن يرعبنا بل سنقتص منه وننتقم واشد انتقام. لقد تعهدنا لكم بالامس بتحرير المحافظات والمدن المغتصبة من «داعش» ، وقد أوفينا بعهدنا، وسنواصل عمليات التحرير حتى النصر النهائي. كما نتعهد لكم بتحقيق الاصلاحات، ونعدكم بأننا لن نتراجع عنها ولن تثنينا الصعوبات والعراقيل والحملات المضادة. نجدد التحية للمقاتلين الابطال الذين يحققون الانتصارات بسواعدهم ودمائهم، ويحررون ارض العراق العزيز. تحية لكل العاملين المخلصين وتحية للمتصدين للفساد والممفسدين . وتحية لكل من يقف معنا لتحقيق الاصلاحات التي يتطلع اليها شعبنا العزيز . حمى الله العراق وشعبه.
